10-نوفمبر-2024
عملة مزيفة

في تطور اقتصادي ومالي لافت، أعلن البنك المركزي السوداني طرح فئة من ورقة ألف جنيه، وعلل ذلك بنهب قوات الدعم السريع مقر مطبعة العملة وسط العاصمة الخرطوم، وانتشار عملات مزورة في البلاد انعكس على الاقتصاد بشكل كلي.

دعا بنك السودان الجمهور إلى إيداع فئتي الألف جنيه والخمسمائة جنيه في البنوك في الحسابات الخاصة بالعملاء إلى حين طرح الأوراق الجديدة 

ولم يطرح المركزي السوداني الفئة الجديدة إلى الجمهور، مشيرًا إلى أن المصارف ستعمل على استلام العملة القديمة المتداولة، واستبدالها بالفئة الجديدة التي صممت وفقًا لخواص تأمينية عالية لمنع التزوير.

وقال بيان صادر عن البنك المركزي، إنه من ضمن مسؤوليات البنك هي حماية العملة الوطنية وتحقيق استقرار سعر صرفها والمساعدة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، ومعالجة الآثار السلبية للحرب الدائرة بالبلاد، لا سيما عمليات النهب الواسعة التي قامت بها قوات الدعم السريع لمقار بنك السودان المركزي، وشركة مطابع السودان للعملة في الخرطوم.

وأشار بيان البنك المركزي إلى أن عمليات النهب التي نفذتها قوات الدعم السريع نتجت عنها  انتشار كميات كبيرة من العملات مجهولة المصدر، وغير مطابقة للمواصفات الفنية من فئتي (1000) ألف جنيه و(500) جنيه الأمر الذي أدى إلى زيادة مستوى السيولة النقدية بشكل واضح، وكان له الأثر السالب على استقرار المستوى العام للأسعار.

وقال بنك السودان إن المصارف التجارية وفروعها ستعمل على استلام العملات من فئتي (500) و(1000) جنيه من الجمهور وتوريدها وحفظها في الحسابات المصرفية الخاصة بهم، وتمكينهم من استخدام أرصدتهم عبر وسائل الدفع المختلفة.

وضمن الإجراءات التي أعلن عنها البنك المركزي، تسهيل البنوك والمصارف عملية فتح الحسابات للمواطنين الذين ليست لديهم حسابات مصرفية لتمكينهم من توريد الفئتين المستهدفتين بالجمع لدى المصارف، والفئات الأخرى للاستفادة من الخدمات المصرفية بما فيها خدمات الدفع الإلكتروني.وقال البيان إن البنك المركزي يعتزم الإعلان في وقت لاحق عن تاريخ إيقاف التعامل بالعملتين الورقتين من فئة (500) جنيه و(1000) جنيه واعتبارها عملة غير مبرئة للذمة.

ونشر البنك المركزي معلومات أولية عن فئتي (500) و(1000) اللتين ستطرحان للتداول قريبًا، وشمل التصميم الأبعاد بنسبة (158) و(70) مليمتمرًا، ومضمون الورقة من فئة الألف جنيه "الموانئ" و"الذهب" بعلامات بارزة تشير إلى هذين الموردين الأساسيين في الاقتصاد السوداني. تشمل الألوان حسب بيان المركزي، الأصفر بشكل متدرج والأخضر، والعلامات المائية "صقر الجديان" والرقم (1000) لفئة ألف جنيه، وتتضمن أيضًا واجهة صومعة الغلال وسبائك الذهب.

وقال البيان إن تاريخ طباعة العملة في حزيران/يونيو 2024، قبل خمسة أشهر من الآن، كما تحمل فئة الألف جنيه علامة مائية للمكفوفين، ويتضمن مبنى بنك السودان. وسيطرت قوات الدعم السريع على مبنى مطبعة العملة جنوب العاصمة الخرطوم منذ الأسابيع الأولى للقتال، منتصف نيسان/أبريل 2024. وقال مواطنون في الخرطوم إنهم يلاحظون بوضوح العملات الورقية وهي متداولة في الأسواق.

ولم يوضح البنك المركزي الأسباب التي أدت إلى وقوع مطبعة العملة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، واكتفى بنقل مقار البنك إلى  مدينة بورتسودان العاصمة البديلة للحكومة المدعومة من الجيش، ولا يزال مقر البنك المركزي في العاصمة الخرطوم بمنطقة المقرن موقع تماس واشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ نهاية أيلول/سبتمبر 2024.

وترتفع نسبة التضخم في السودان خلال الحرب بسبب فقدان الإيرادات العامة، وتوقف الأنشطة الاقتصادية الكبرى في العاصمة الخرطوم، ورغم الانخفاض في نسبة التضخم إلى أقل من 200% الشهر الماضي، إلا أن الإطار العام يعكس ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الاستهلاكية والنقل والخدمات.