لا تزال الفاشر تحت مخاطر العمليات الحربية رغم الهدوء الذي استمر اليوم في وقت مبكر من الصباح، قبل أن تنتقل الأوضاع إلى مرحلة تبادل القصف المدفعي والغارات الجوية للقوات المسلحة شرق المدينة.
لم يعد المواطنون في الفاشر يجدون فرقًا في أيام الأسبوع ويوم الجمعة
نجت الفاشر بأعجوبة خلال الأشهر الماضية من السقوط على يد قوات الدعم السريع، المتهمة دومًا من المواطنين ولجان المقاومة بتحويل الحياة في المدن التي سيطرت عليها إلى أوضاع مضطربة، حيث تنتشر جرائم النهب والسلب، ومع ذلك فإن سكان عاصمة شمال دارفور لم يتمكنوا من ممارسة الحياة كالمعتاد. لطالما بقيت المدينة متأرجحة بين نيران المعارك، ومخاوف الانزلاق إلى الفوضى.
لم يعد المواطنون في الفاشر يجدون فرقًا في أيام الأسبوع واليوم الجمعة، لم يتمكن الغالبية من الذهاب إلى صلاة الجمعة، لأن القصف المدفعي تزامن مع وقت الذهاب إلى المساجد.يكافح المواطنون الذين لا يزالوا عالقين داخل مدينة الفاشر، في الحصول على الوجبات من المطابخ الجماعية، قرب مراكز الإيواء والأحياء السكنية. وأغلبها تحت سيطرة الجيش، بينما الأحياء الواقعة شرق المدينة تحت سيطرة الدعم السريع، لا يمكن تصور سير الحياة فيها بشكل طبيعي وفق شهادات الفاعلين في غرف الطوارئ.
تجوب ناقلات الجنود وعربات الدفع الرباعي الشهيرة بكثرة الاستخدام في حرب السودان بواسطة الأطراف المتحاربة، تجوب في شوارع الفاشر. ومن النادر مشاهدة الأوضاع كما كانت قبل الحرب.
يتردد القليل من الناس إلى سوق الماشية، المركز التجاري الأوحد لشراء الاحتياجات الأساسية، أو الحصول على النقود الورقية مقابل المحافظ الإلكترونية المصرفية، ولا يفارقهم القلق من سقوط قذيفة صاروخية في السوق الذي اشتهر بوقوع العشرات من القذائف خلال الشهور الماضية، أودت بحياة أكثر من (60) شخصًا.
ونفذ الطيران الحربي غارات جوية في وقت مبكر من صباح اليوم، وقال السكان إنهم سمعوا تحليق الطيران، ولاحقًا سمعوا أصوات ضربات جوية في الساعة الخامسة صباحًا، بالتوقيت المحلي، قبل أن تبدأ الأمور في التحول، ويتجدد القصف ظهر اليوم.
قال أكرم لـ"الترا سودان"، إن أصوات الغارات الجوية كانت قوية شرق مدينة الفاشر، الآن لا يمكن للناس الحركة سوى داخل الشوارع الصغيرة والذهاب إلى مقاهي الإنترنت، للحصول على الأخبار والتحويلات النقدية.في وقت الظهيرة، بدأ القصف المدفعي بين الطرفين وهي عمليات معتادة لخمسة أيام على التوالي دون توقف، لأن المعارك دخلت مراحل حرجة في هذه المدينة، وكل طرف يسعى للتقدم الميداني.
وكان المتحدث باسم القوات المشتركة التي تقاتل متحالفة مع القوات المسلحة، أعلن أن العمليات ستنتقل من حالة الدفاع إلى الهجوم، في اعتراف ضمني أن القوات المسلحة و"المشتركة" لا تزال في حالة الدفاع عن المدينة التي هاجمتها قوات الدعم السريع، منذ نيسان/أبريل 2024 بشكل مكثف ونفذت نحو (150) هجمة عسكرية.