قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) اليوم الخميس إن نحو ثلاثة ملايين طفل في ولاية الجزيرة بوسط السودان معرضون للخطر مع تصاعد العنف في الولاية جراء هجوم الدعم السريع عليها خلال الأسبوع الماضي.
تقول "اليونيسيف" إن ثلاثة ملايين طفل أجبروا على الفرار من منازلهم جراء العنف "واسع النطاق" في السودان
وقالت المنظمة إن أكثر من (150) ألف طفل نزحوا في غضون أيام قليلة من ولاية الجزيرة، وانقطعت عنهم المساعدات الإنسانية العاجلة، جراء تصاعد العنف بين الدعم السريع والجيش السوداني.
وقال بيان صادر عن "اليونيسيف" اليوم اطلع عليه "الترا سودان" إن اندلاع القتال في الجزيرة يعني أن أكثر من نصف ولايات السودان –(10) من أصل (18) ولاية– تشهد "نزاعًا نشطًا".
ويعيش في ولاية الجزيرة ما يقدر بنحو (5.9) مليون شخص، نصفهم تقريبًا من الأطفال – وفقًا لمنظمة "اليونيسيف".
وكانت ولاية الجزيرة تأوي نحو (500) ألف نازح فروا من العنف في أماكن أخرى من البلاد إلى الجزيرة، ولجأ نحو (90) ألف منهم إلى عاصمة الولاية "ود مدني" – حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة "اليونيسيف" كاثرين راسل إن عشرات الآلاف من "الأطفال الأكثر هشاشة في ولاية الجزيرة" أجبروا على الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان مع اندلاع القتال في مناطق كانت تعد في السابق "آمنة نسبيًا". وأضافت كاثرين: "هذه الموجة الجديدة من العنف يمكن أن تترك الأطفال والأسر محاصرين بين خطوط القتال أو عالقين في مرمى النيران، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة".
وأشارت المسؤولة الأممية إلى ورود تقارير عن تجدد القتال في أماكن أخرى من البلاد، محذرةً من "تعرض ملايين الأطفال في السودان مرة أخرى لخطر جسيم."
وكانت مدينة "ود مدني" حاضرة الجزيرة المركز الرئيسي للعديد من الخدمات الأساسية المنقذة للحياة في ولاية الجزيرة. وحذرت "اليونيسيف" من أن الهجمات على هذه الخدمات أو تعطيلها من شأنها أن تعرض حياة الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال، للخطر على الفور.
وتستضيف المدينة حاليًا مئات "الأطفال الأكثر هشاشة الذين تم إجلاؤهم من أجزاء أخرى من البلاد".
وأدى تصاعد القتال في الجزيرة إلى تعليق جميع البعثات الإنسانية الميدانية داخل الولاية والمنطلقة منها، منذ 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري، مما أثر بدرجة كبيرة على الأطفال والعائلات – بحسب "اليونيسيف".
وتقول "اليونيسيف" إن ثلاثة ملايين طفل أجبروا على الفرار من منازلهم جراء العنف "واسع النطاق" في السودان بحثًا عن الأمان والغذاء والماء والمأوى والحماية وفرص التعلم والرعاية الصحية، وبقي معظمهم داخل السودان، في حين يعيش مئات الآلاف منهم في مخيمات مؤقتة مترامية الأطراف في البلدان المجاورة.
ودعت "اليونيسيف" إلى "وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان"، مجددةً دعوتها لجميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان –بما في ذلك ضمان حماية الأطفال– وتيسير وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق إلى الأطفال والعائلات في المناطق المتضررة، لافتةً إلى أنه ومن دون هذا الوصول، "سيكون الدعم الإنساني الحيوي المنقذ للحياة بعيد المنال بالنسبة لملايين الأطفال الأكثر هشاشة".