انهيار جديد للجنيه السوداني و"المركزي" يتخذ إجراءات
14 يوليو 2024
سجل الجنيه السوداني انهيارًا جديدًا فوق مداولات السبت مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازي، بوصوله إلى (2.300) ألف جنيه، فيما يقول تجار إن الوضع في السوق الموازي مرشح للصعود أكثر خلال هذا الأسبوع.
خبير: إذا لم تهزمك الحرب سيهزمك الاقتصاد
إزاء الانهيار المتسارع للعملة المحلية وضع البنك المركزي وفقًا لمصادر مصرفية تحدثت لـ"الترا سودان"، حزمة من الإجراءات بضبط الصادرات وربطها مع الحصائل المستردة إلى البنوك السودانية، إلى جانب تشجيع الزراعة في المناطق الآمنة وتوفير جميع المدخلات والبحث عن تمويلات جديدة للعمليات الزراعية.
ويسعى البنك المركزي السوداني أيضًا إلى رفع صادرات الصمغ العربي بتشجيع وصول الشحنات عبر ميناء بورتسودان، إلى جانب تعزيز عمليات صادر الذهب بالتوسع في الإنتاج في الشمالية ونهر النيل وشرق السودان ووسط البلاد.
بالمقابل يقول الخبير الاقتصادي والمستشار المالي عمر عبد الرحمن لـ"الترا سودان"، إن الإجراءات المتخذة بواسطة البنك المركزي مجرد شكليات وعموميات، لكن في هذا الوضع لا يمكن الحديث عن الصادرات، بينما لا يمكن الوصول إلى مناطق إنتاج الصمغ العربي، تعثر الموسم الزراعي عقب سيطرة الدعم السريع على أكبر ولايتين زراعيتين وسط البلاد وهي الجزيرة وسنار.
ويرى عبد الرحمن أن أي انتعاش للعملة المحلية يمر عبر بوابتين، إما بتوقف الحرب، بحيث تجري "حكومة ما بعد الحرب" عملية جراحية عميقة، وضبط للانفاق واستقطاب التمويل الدولي بما في ذلك خمسة مليار دولار من البنك الدولي، أو في ظل استمرار الحرب أن تحصل الحكومة القائمة على قرض دولي بضمان الذهب من الصين أو الصناديق الخليجية خاصة المملكة العربية السعودية أو قطر.
فيما قال تاجر العملة بلة من ولايات شرق البلاد، حيث تتركز تجارة العملة لـ"الترا سودان"، إن الجنيه السوداني خسر أربع مرات على التوالي هذا الأسبوع بالانخفاض أمام الدولار الأميركي في السوق الموازي، من (1950) إلى (2000) ثم (2100) وأخيرًا (2300)، ولا زال السوق متحفزًا لابتلاع العملة الوطنية طالما أن الوضع الاقتصادي بهذا الشكل، الناس باتوا لا يثقون في الجنيه السوداني وهم يرغبون في استبداله بالعملات الأجنبية، حتى ولو كانت مدخرات في المحافظ المصرفية الإلكترونية، يطلبون دائمًا استبدال الجنيه للريال السعودي والدرهم الإماراتي والدولار الأميركي والريال القطري.
وقبيل اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع منتصف نيسان/أبريل ،2023 كان الجنيه السوداني يبلغ مقابل الدولار الأميركي (560) جنيهًا، وخلال (15) شهرًا صعد إلى (2300) ألف جنيه مقابل الدولار الأميركي بسبب تدهور مريع في الإيرادات العامة بنحو الثلثين.
ويؤدي ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي، إلى ارتفاع السلع الاستهلاكية في السودان وتتضاعف الأسعار في المناطق الساخنة بشكل كبير عما هي عليه في الولايات البعيدة عن القتال.
فقد ملايين السودانيين وظائفهم في القطاع الخاص
وفقد ملايين السودانيين العمل في القطاع الخاص، بينما ذكرت تقديرات أولية أن نحو مليوني عامل فقدوا عملهم في القطاع الخاص عند بداية الحرب قبل (15) شهرًا، وتأثر نحو (25) مليون شخص بشكل مباشر من تدهور الاقتصاد.
ويقول الخبير الاقتصادي محمد ابراهيم لـ"الترا سودان" إن الاقتصاد لا يتماشى مع الحرب، عندما تقرر خوض القتال أو تجد نفسك في خضم عمليات عسكرية مستمرة لأكثر من عام، يجب أن تحرص على تخزين أطنان من الذهب في المستودعات الآمنة لبيعها إلى الدول والحصول على المال لشراء السلاح وضبط العملية المحلية، إذا لم تفعل ذلك ولم تحصل على دولة تمنح القروض والمساعدات المالية في أي وقت لن يكون بمقدورك، وأردف: "سيهزمك الاقتصاد قبل أن تهزمك الحرب".
وتابع: "لكن الانهيار السريع للجنيه السوداني أيضًا ينم عن وجود طلبات كبيرة داخل البلاد أو حتى خارج البلاد عبر الشراء بالمحافظ الإلكترونية، بالتالي قد تقف جهات وراء تأجيج الوضع الاقتصادي لأغراض سياسية".
الكلمات المفتاحية

ترتيبات لبدء عملية استبدال العملة في ولايتي الخرطوم والجزيرة
ترأس عضو مجلس السيادة الانتقالي، مساعد القائد العام الفريق مهندس إبراهيم جابر، اليوم، اجتماع لجنة استبدال العملة، بحضور وزير مجلس الوزراء المفوض بمهام رئيس الوزراء، إلى جانب عدد من الوزراء وممثلي الجهات الاقتصادية والأمنية ذات الصلة.

وزارة المالية تبحث إعفاء ديون السودان في اجتماعات صندوق النقد الدولي
قالت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي إن وفدًا حكوميًا يشارك في واشنطن في اجتماعات صندوق النقد الدولي، ومن أبرز الملفات المطروحة بالنسبة للسودان إعفاء الديون الخارجية

الخدمات تنهار.. عامان من الحرب يثقلان كاهل السودان
بملامح يعلوها القلق، تراقب هند هاتفها النقال بين الفينة والأخرى، أملًا في أن تجد رسالة تطمئنها على عائلتها في أم درمان، بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة لنحو سبعة أيام.

عامان من القتال: المجازر الكبرى والصغرى في حرب السودان
مع اختتام العام الثاني للحرب في السودان، ودخول العام الثالث، شهدت مناطق واسعة من ولاية شمال دارفور مجازر عنيفة ارتكبتها قوات الدعم السريع، التي تسعى لفرض سيطرتها على الإقليم المنكوب بالحروب والمجاعات، في ظل فساد الساسة والقادة.

بعد عامين من الحرب... إلى أين يتجه المشهد العسكري في السودان؟
تدخل حرب السودان عامها الثالث، وسط توقعات باشتداد وتيرة العمليات العسكرية في غرب البلاد وجنوبها، مع انخفاضها في الوسط، مما يؤكد استمرارها، لا سيما في ظل عدم وجود حل سلمي يلوح في الأفق لإيقاف القتال الذي خلف آلاف القتلى وشرد ملايين النازحين واللاجئين.

السودان… أزمة إنسانية واقتصادية على أعتاب حرب ثالثة
على أعتاب العام الثالث من حرب السودان تتنامى التحذيرات من موجات نزوح جديدة، وتفشي المجاعة في مناطق أكثر هشاشة بإقليم دارفور وكردفان، مع احتدام الصراع بين الجيش والدعم السريع خلال الشهر الماضي.

لاجئون سودانيون يبدأون رحلات شاقة لمغادرة مصر إلى بلادهم
مع عودة آلاف اللاجئين السودانيين من المدن المصرية تشهد المعابر حركة واسعة للحافلات وفق متابعة متطوعين في غرف الطوارئ بالولاية الشمالية، بينما رجح عاملون في تنسيق هذه الرحلات عودة نصف مليون لاجئ سوداني خلال هذا العام من مصر إلى بلدهم إثر سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم، وعودة الحياة بشكل متدرج.