23-مايو-2024

أصدر بنك السودان المركزي مجموعة من الموجهات الجديدة للبنوك فيما يتعلق بخدمات السحب النقدي والتحويل عبر التطبيقات البنكية، وسط مخاوف من تأثيرات كبيرة على سعر الصرف للعملات الأجنبية والكتلة النقدية في الأسواق.

وسقف بنك السودان السحب عبر نوافذ البنوك بمبلغ ثلاثة ملايين جنيه سوداني في اليوم الواحد، كما حدد (50) ألف جنيه كحد أقصى للسحب من الصرافات الآلية، بينما رفع سقف التحويلات عبر التطبيقات البنكية إلى (15) مليون جنيه، في اتجاه لتشجيع التعامل عبر التحويلات البنكية والاحتفاظ بالنقد داخل البنوك.

ارتفعت أسعار العملات الأجنبية داخل السودان بشكل كبير عقب القرارات الجديدة للبنك

وارتفعت أسعار العملات الأجنبية داخل السودان بشكل كبير عقب القرارات الجديدة للبنك، وقال تجار في سوق كسلا شرقي البلاد، إن الدولار الأميركي بلغ (2200) جنيه يوم أمس الأربعاء، أول يوم لتطبيق القرار الجديد. وتشهد العملة المحلية تدهورًا حادًا منذ أسابيع، وتفقد قيمتها بشكل متزايد في ظل تضخم كبير.

السلطات أيضًا كشفت عن تجميد حسابات اشتبهت في تعاملها في النقد الأجنبي. ويقول خبراء ومراقبون، إن القرارات الجديدة قد تدفع المواطنين للاحتفاظ بأموالهم خارج النظام البنكي لتخفيض سقف السحب النقدي، الأمر الذي يفاقم المضاربات في العملة.

وأصدر البنك المركزي قائمة بأسماء شخصيات اتهمها بالاتجار في العملات، وحرك إجراءات قانونية بحقهم. وقال محافظ بنك السودان برعي الصديق في تصريحات صحفية من بورتسودان، إنهم سيلاحقون المتعاملين في العملة بالسوق الموازية، إلى جانب إجراءات أخرى لكبح الاستيراد واستخدام موارد النقد الأجنبي لدي المصارف، على أن يحدد بنك السودان ما سيتم استيراده من موارد الجهاز المصرفي وحصائل الصادر.

قرار بنك السودان المركزي للسحب النقدي والتحويلات عبر التطبيقات البنكية
قرار بنك السودان المركزي للسحب النقدي والتحويلات عبر التطبيقات البنكية

ويرصد البنك المركزي بشكل دوري حركة الحسابات المشتبهة بالإتجار في العملات، وأكد محافظ البنك أن قوائم المتهمين بتجارة العملة ستتوالى، وأن البنك المركزي سيفرض عليهم حظرًا مصرفيًا كاملًا وسيجمد حساباتهم.

ويشهد الاقتصاد السوداني تدهورًا كبيرًا جراء الحرب التي أوقفت الحياة الاقتصادية وتسببت في خسائر ضخمة في البنية التحتية والأصول الرأسمالية في البلاد. وكان وزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم قد أقر بأن الدولة تعمل في ظل اقتصاد حرب تستهلك فيها المواجهات جل مواردها، الأمر الذي يفاقم تدهور العملة المحلية.

وفقد ملايين السودانيين أعمالهم جراء الحرب الدائرة بين الدعم السريع والجيش السوداني منذ عام، وغادر حوالي تسعة ملايين منازلهم إلى مراكز النزوح واللجوء التي تمر بظروف إنسانية في غاية الصعوبة.