23-مايو-2024
الفاشر شمال دارفور

الفاشر - شمال دارفور

تجددت الاشتباكات بين الجيش والحركات المسلحة ضد الدعم السريع في الناحية الشمالية لمدينة الفاشر، بالقرب من أكبر مخيمين للنازحين، وهما أبو شوك ونيفاشا. يعيش فيهما مئات الآلاف من النازحين بولاية شمال دارفور.

عاملة إنسانية: يجب التركيز على إيقاف القتال بدلًا من المطالبة بإجلاء المدنيين

وتأتي هذه المعارك لإجبار الدعم السريع على عدم الاقتراب من مخيمات النازحين، حيث توغلت مساء الأربعاء إلى المخيم وسط أنباء عن مقتل مدنيين وتعرض بعض المنازل إلى الحريق بسبب القذائف الصاروخية.

وأكد الصحفي معمر إبراهيم من مدينة الفاشر لـ"الترا سودان" أن الاشتباكات تجددت بعد الظهيرة في الجهة الشمالية نواحي مخيم أبو شوك للنازحين ومخيم نيفاشا مشيرًا إلى أن المعارك عنيفة جدًا ويستخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة.

وقال معمر إبراهيم إن حركة المارة والسيارات في الشوارع تسير بشكل معتاد على الرغم من شح وقود الديزل "الجازولين"، وارتفاع سعر جالون البنزين إلى (27) ألف جنيه.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود ‏أكدت في بيان مساء الأربعاء أنها قامت يوم الثلاثاء الموافق 21 مايو الجاري بإجلاء بعض الأعضاء في فريقها الإداري الذي كان متواجدًا في الفاشر إلى مواقع أخرى داخل شمال دارفور بسبب القتال العنيف المستمر في المدينة.

وقال البيان إن الإجراء اتخذ ‏لضمان سلامة الفريق الإداري، وجرى التواصل مع جميع أطراف النزاع لإنشاء ممر آمن لهم للسفر عبره. موضحًا أن الفريق سيعود إلى المدينة عندما يصبح الوضع أكثر استقرارًا. وفي هذه الأثناء، سيواصل العمل من موقعه بالتعاون مع وزارة الصحة في المستشفى الجنوبي.

وتدعم منظمة أطباء بلا حدود ‏أقسام الجراحة والأمومة إلى جانب الفرق الطبية في مخيم زمزم، حيث لا تزال جميع المرافق الطبية تعمل بكامل طاقتها طبقًا للبيان.

وناشدت منظمة أطباء بلا حدود جميع أطراف النزاع إلى زيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة، وحماية المدنيين، والعاملين في المجال الصحي والمنشآت الصحية.

ولم تتوقف المعارك والاشتباكات والتدوين المدفعي في الفاشر منذ عشرة أيام سوى ساعات محدودة، ويترقب السكان بين الحين والآخر تجدد القتال بين القوات المشتركة التي تشمل الجيش والحركات المسلحة من جهة، وبين الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معه في الطرف الآخر.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود منتصف أيار/مايو الجاري إن سلسلة من الاشتباكات أدت إلى وصول (454) مصابًا توفي منهم (56) شخصًا، وحذرت في ذات الوقت من نفاد الإمدادات الطبية في الفاشر.

ويقول عاملون في المجال الإنساني إن القتال في الفاشر ربما يجبر ما لا يقل عن نصف مليون شخص للنزوح إلى تشاد أو جنوب السودان أو إلى داخل السودان، الأمر يضاعف من تدهور الوضع الإنساني.

وتقول نهلة حسن المسؤولة السابقة في منظمة دولية، لـ"الترا سودان"، إن الوضع في الفاشر على وشك الوصول إلى مرحلة الانهيار ما لم يتخذ المجتمع الدولي تدابير فعالة تؤدي إلى إعلان وقف العدائيات بين الجيش والحركات المسلحة والدعم السريع وتوفير ممرات آمنة لدخول الإغاثة.

وتضيف: "أنا لست مع إجلاء المدنيين إلى خارج الفاشر؛ الأصل في الحروب أن تتوقف وأن يعيش المواطنون في مدنهم وقراهم ومناطقهم لا إبعادهم بحجة استمرار المعارك.. النزوح واللجوء لا يقل سوءًا عن الحرب، خاصة في السودان".

وتقول الولايات المتحدة الأميركية إنها تشعر بالقلق حيال استمرار المعارك في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ما يعني المزيد من الخسائر بالنسبة لمئات الآلاف من المدنيين.

وبالتزامن مع مؤتمر باريس منتصف نيسان/أبريل الماضي، كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر من الهجوم على الفاشر قبيل أن تشن الدعم السريع هجماتها خلال شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو الجاري.