أعرب وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، جبريل إبراهيم، عن تفاؤله بنجاح الشراكات الاقتصادية المحتملة مع شركات روسيا في قطاع التعدين والطاقة خلال الفترة القادمة.
الشراكات الاقتصادية في مجال الطاقة والمعادن
وشارك جبريل إبراهيم في مؤتمر سان بطرسبرغ الاقتصادي في روسيا، وقاد وفد السودان إلى هذا المحفل بالتزامن مع تقارب بين الحكومة السودانية وموسكو، اللتان تناقشان منح روسيا نقطة تزود للسفن العسكرية في البحر الأحمر.
وأوضحت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وفق تعميم صحفي نشرته اليوم الثلاثاء، أن الوزير جبريل إبراهيم عاد إلى البلاد عقب مشاركته في سان بطرسبرغ في روسيا، وتم الاتفاق على عقد شراكات اقتصادية بين السودان وروسيا في مجالات حيوية.
وأوضحت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي حسب التعميم الصحفي، أن مشاركة الوزير جبريل إبراهيم تضمنت عقد شراكات مبدئية في المجالات المالية والنقدية، حيث يتم مناقشة فرص التعاون بين المؤسسات المالية السودانية والروسية لتعزيز الاستقرار المالي ودعم النمو الاقتصادي في السودان.
وأشار التعميم الصحفي إلى أن الاجتماعات بين البلدين تطرقت إلى مناقشة شراكات محتملة في قطاعات الطاقة والتعدين للاستفادة من ثروات البلاد.
وأكدت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي أن الشراكات تأتي في ظل اتجاه حكومي نحو تعزيز التعاون مع روسيا في المرحلة القادمة، سعيًا لتحقيق التنمية المستدامة وتطوير البنية التحتية الاقتصادية في البلاد.
وتزامنت زيارة وزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم مع زيارة مماثلة لنائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار إلى موسكو منذ الأسبوع الماضي، لمناقشة ملفات بين البلدين من بينها القاعدة الروسية على البحر الأحمر.
وتظهر الحكومة السودانية اتجاهًا قويًا لإنعاش العلاقات مع روسيا لمساعدتها على تسليح الجيش الذي يخوض الحرب ضد قوات الدعم السريع، إلى جانب انتعاش قطاع الذهب والمعادن لتحقيق الاستقرار في سعر الصرف للجنيه السوداني، الذي يواجه تحدياً كبيراً للحفاظ على قيمته أمام العملات الأجنبية خلال الحرب.
وعلى الرغم من الطلب الروسي الذي يتمثل في إنشاء قاعدة عسكرية في المياه السودانية على البحر الأحمر، يمثل بارقة أمل للحكومة القائمة في بورتسودان للحصول على السلاح من موسكو، لكن دول الإقليم إلى جانب الولايات المتحدة تعارض هذه الخطوة.
ولم يصرح مالك عقار حول الأسباب التي حالت دون لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحصر اللقاء على وزير الخارجية سيرغي لافروف، لكن مراقبين دبلوماسيين يقولون إن وزارة الخارجية الروسية هي التي تتولى رسم السياسات الخارجية، وعلى ضوء هذه التوجهات يمكن تتويج العلاقات بين البلدين إلى مرحلة اللقاء على مستوى الرؤساء.
واعتاد الجيش السوداني على السلاح الروسي نتيجة العقوبات المفروضة عليه من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ سنوات طويلة، وأغلب الطائرات الحربية المستخدمة خلال الحرب صنعت في روسيا.
وفي نيسان/أبريل الماضي قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن الجيش السوداني يرمم علاقته مع وزارة الدفاع السودانية، بينما الدعم السريع لديها تواصل مع فاغنر الروسية.
حديث المسؤول الأوروبي جاء في إطار تحذيراته من تأثير الحرب السودانية على الأمن في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن الممر المائي يربط أوروبا مع دول العالم ويجب وضع ذلك في الاعتبار.