أكد القيادي في الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي وعضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر السوداني نور الدين صلاح الدين، وجود لقاء بينهم والتوافق الوطني، لكنه قال بأن اللقاء جاء بوساطة وتسهيل من اللجنة الرباعية الدولية.
وقال صلاح الدين في تصريح لـ"الترا سودان"، إن اللقاءات التي تعقدها الحرية والتغيير بصفتها الرسمية معلنة ومبذولة للرأي العام، وأن مخرجاتها معلنة، وتابع: "ليس لدينا ما نخفيه عن الجميع، واللقاءات التي تمت مع المكون العسكري هي فقط اللقاءات التي تمت بتسهيل سعودي أمريكي، في منزل السفير السعودي، وأعلنا عنها ما قبل انعقادها وأعلنا عن مخرجاتها بعد انعقادها".
نور الدين صلاح الدين: كان هناك لقاء بتسهيل من المجموعة الرباعية
وأوضح صلاح الدين أنه فيما يلي مجموعة التوافق الوطني كان هناك لقاء بتسهيل من المجموعة الرباعية المكونة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وزاد: "جميع هذه اللقاءات كشفت عنها الحرية والتغيير بمحتواها وما جرى بها الأسبوع قبل الماضي".
وقال صلاح الدين إن الأطراف هم الرباعية الدولية والحرية والتغيير المجلس المركزي والحرية والتغيير التوافق الوطني.
طبيعة وأهداف اللقاءات
وقال صلاح الدين إن اللقاءات كانت تتحدث عن كيفية إحداث التوافق المطلوب بين السودانيين، خاصة فيما يلي القضايا ذات الطابع الدستوري التي يمكن من خلالها استئناف التحول المدني الديمقراطي. ولم يحدد صلاح الدين ما إذا كان هناك توافق بشكل نهائي أم لا، وكذلك لم يحدد نقاط الخلاف بينهم والتوافق الوطني. لكنه أكد بالقول: "ليس هناك موقف مبدئي رافض لمقابلة التوافق الوطني، ونحن التقيناهم كثيرًا، وهناك جزء من قوى الحرية والتغيير عقدت لقاءات معهم، ولكل حزب في التحالف استقلاليته في العلاقات السياسية، وقبل أسبوعين من الآن جمعتنا الورشة التي دعت لها نقابة المحاميين السودانيين، وكان بحضور أطراف في حركات الكفاح المسلح والتوافق الوطني وغيرهم".
وأوضح صلاح الدين أن الإشكال لا يتعلق بالموقف من اللقاء ذات نفسه، ولكن بطبيعة اللقاء وأهدافه، وتابع: "أعتقد أن مسألة لقاء أي أحد مرتبطة بطبيعة اللقاء، وكان يمكن أن نجلس معهم في الاجتماع التحضيري الذي دعت له الآلية، لكننا كنا تعتقد أن هذا اللقاء سيكون غير منتج وتحدثنا عن اشتراطات يجب أن تتوفر في هذه اللقاءات، وعندما وجدنا أن هناك فرصة أفضل من خلال الورشة التي دعت لها نقابة المحامين، جلسنا كلنا كأحزاب في التوافق الوطني وأحزاب أخرى غير منتمية للحرية والتغيير ولا للمجلس المركزي".
وأكد صلاح الدين أنه ليس لديهم ما يمنع اللقاء من حديث المبدأ، وأنه يجب أن تكون هناك عناوين وأهداف واضحة للنقاشات التي تدور داخل هذا اللقاء، وزاد: "تواجدنا وجلوسنا مع أي جسم سياسي مرتبط بموقفه من الأوضاع الدستورية في البلاد ورؤيته لمستقبل التحول المدني الديمقراطي. جلسنا مع المؤتمر الشعبي وكذلك مع أنصار السنة والاتحادي الأصل رغم اختلافنا معهم، لكن المطلوب الآن ليس بناء تحالف أو ترميم تحالف الحرية والتغيير مرة أخرى، ولا بناء تحالف جديد، بل أن يحدث توافق سياسي حول الترتيبات الدستورية التي تنظم عمل مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية، والمطلوب توفيق الوضع الدستوري في البلاد وليس التحالف أو بناء جسم واحد".
لقاءات سرية
وانتقد رئيس حركة جيش تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي المجلس المركزي قائلًا إن قيادته تصرح في الإعلام بعكس ما يحدث في قاعات الاجتماعات، وقال مناوي في مقابلة مع الجزيرة مباشر: " قادة المجلس المركزي ليسوا واضحين مع الشعب السوداني ويتفاوضون معانا في الظلام":
وأكد قيادي في التوافق الوطني فضل حجب اسمه وجود لقاءات كثيرة تمت بينهم والحرية والتغيير، وزاد في تصريح لـ"الترا سودان" بأنه تم استعراض المواقف ومناقشة القضايا بشكل تفصيلي في بعض القضايا محل الاتفاق، وأضاف بأن هناك قضايا محل خلاف بحاجة إلى نقاش، موضحًا بأن هناك فرصة لتقريب وجهات النظر بخصوص القضايا التي تمثل أس الأزمة الحالية، وتابع: "جلسنا بوساطة وبدون وساطة بشكل مباشر، واللقاءات من وقت لآخر ولم تنقطع، وتتم على حسب المناخ السياسي والترتيبات الجارية".
وحول عودة النظام البائد وعلاقته التسوية السياسية، يقول القيادي بأن عودة عناصر النظام القديم تعقد المشهد وتجعل الساحة في حالة من عدم الاستعداد للعطاء في قضايا الحوار، وزاد: "عودتهم مضرة للمشهد السياسي وللعملية التي تجري الآن، ونحن لا نهتم برموز النظام القديم وهم لن يكونوا جزءًا من أي تسوية سياسية، حتى ولو تدثروا ببعض المبادرات يمكن عزلهم".
نفي قاطع
وقطع القيادي في المجلس المركزي للحرية والتغيير، والناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، المهندس عادل حلف الله، قطع بأن المجلس المركزي لم يجتمع بمجموعة التوافق الوطني، وزاد في تصريح لـ"الترا سودان"، بأن هذه تسريبات ظلت تصدر من قيادات الانقلاب، وبأهداف باتت أكثر وضوحًا، خاصة أنها تزامنت مع ما سمي بمبادرة نداء أهل السودان التي يقودها الطيب الجد، لمزيد من إرباك الحالة السياسية، واستمرار الخط الدعائي المعادي للحرية والتغيير وموقفها - بحسب تعبيره.
وتابع خلف الله: "الحرية والتغيير ظلت تعبر عن موقفها عبر مؤسساتها وبياناتها ومؤتمراتها الصحفية وتمسكها بالحل الوحيد القادر لتجاوز الأزمة الوطنية بإسقاط الانقلاب وتصفية ما ترتب عليه من خلال تشكيل أوسع جبهة مناهضة للانقلاب بإعلان الاضراب السياسي والعصيان المدني".
عادل حلف الله: المجلس المركزي لم يقرر ولم يجتمع بما يعرف بالتوافق الوطني
وقال خلف الله: "ما يؤكد ذلك هناك عدد من منسوبي التوافق الوطني في لقاءات عبر قنوات فضائية أشاروا إلى أنهم أعدوا ثلاث أوراق وأنهم بصدد مناقشتها مع عدد من الأطراف"، وذكر أنهم لم يلتقوا بها، وتابع: "هناك روايتان داخل التوافق الوطني ما يؤكد محاولات فلول النظام البائد وقيادات انقلاب 25 أكتوبر لإرباك المشهد السياسي".
وقطع خلف الله بالقول: "أوكد أن المجلس المركزي لم يقرر ولم يجتمع بما يعرف بالتوافق الوطني وهو ليس توافق وطني، بل مجموعة أعاقت الانتقال المدني الديمقراطي وما تزال تدعم انقلاب 25 أكتوبر، وهذا سبب كافٍ لعدم لقائهم والتعامل معهم، ومن يتحدث من قيادات الحرية والتغيير بأنه التقى بهم ربما التقى بهم بصفته الخاصة أو بمكونه ولكن المجلس المركزي لم يقرر لقاءهم"، حد قوله.