دعا حاكم ولاية كسلا السابق صالح عمار – دعا القائد العام للجيش – رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وقادة القوات النظامية إلى الحفاظ على الاستقرار في إقليم شرق السودان الذي تحول إلى مركز إستراتيجي للدولة بحركة المطارات والموانئ ولا سيما مع نزوح ملايين المواطنين إلى مدنها عقب اندلاع الحرب في منتصف نيسان/أبريل الماضي في أجزاء من البلاد بما فيها العاصمة الخرطوم.
دعا والي كسلا السابق صالح عمار القوات المسلحة إلى رفع يدها من فلول النظام البائد والحفاظ على السلام في إقليم شرق السودان
ولفت صالح عمار في منشور كتبه على حسابه الشخصي على "فيسبوك" اليوم الأحد إلى أن المحكمة كانت قد أصدرت حكمًا بالإعدام على جنود الدعم السريع الذين قتلوا خمسة متظاهرين بمدينة كسلا في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2020، مشيرًا إلى أن أهالي الضحايا يحتاجون إلى اعتذار من قادة الدولة عن هذه الجريمة.
وقال صالح عمار إن حكم الإعدام لم يكن فقط حكمًا قضائيًا، بل إدانة لقادة تلك المرحلة، بما فيها الحكومة الانتقالية في ذلك الوقت ورئيس مجلس السيادة وأعضائه.
وطالب صالح رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح بالاعتذار إلى أسر الضحايا، ومعالجة جذور القضية التي "يتحمل وزرها الأكبر القادة العسكريون الذين رعوا خطاب الكراهية والصراعات الاجتماعية بغرض تهيئة الأجواء لانقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021". وأضاف: "فقد السودان جراء ذلك خيرة أبنائه، فضلًا عن خسائر اقتصادية لا حصر لها، ومثال لذلك خسائر قدرت بثلاثة مليارات دولار فقط من إغلاق الموانئ والطرق".
وقال عمار: "من حسن الحظ أن صراعات الشرق التي اندلعت في وقت مبكر بعد سقوط نظام البشير استفاد منها أهل الإقليم في إدراك أهمية السلام والتداعي لتنظيم المبادرات الشعبية والتي نجحت في نهاية المطاف في إعادة الاستقرار، رغم محاولات منسوبي النظام البائد المستميتة والمستمرة في خلق الصراعات".
وأردف صالح عمار: "الآن يجني أهل الشرق ثمار حكمتهم أمنًا واستقرارًا، إذ تحول الإقليم إلى موقع ينزح إليه أهلهم من مناطق الحروب، أما الذين أشعلوا الفتنة في الشرق وكانوا يديرونها من الخرطوم فقد أصابتهم لعنة الشهداء".
وقال صالح عمار إن الطرح السياسي الحالي لأهل شرق السودان والمتحاربين والمجتمع الدولي وجوار السودان هو "شرق آمن"، فالشرق الآن هو "المكان الأنسب لكل باحث عن السلام وهو معبر المساعدات الإنسانية والتجارة والمغادرة للعالم الخارجي" – بحسب تعبير عمار.
وشدد صالح على أن من مصلحة الجميع الحفاظ على هذا الوضع، لافتًا إلى أن القوات المسلحة المسيطرة على الإقليم ستستفيد من السلام في الشرق إذا تعاملت بمسؤولية، موضحًا أن المسؤولية التي يعنيها هي "المحافظة على الأمن وعدم استفزاز قوات الدعم السريع بفتح معسكرات التجنيد وتوزيع السلاح على المدنيين"، قائلًا إن ذلك "لن يؤدي قطعًا إلى حماية الشرق، بل إلى نشر الفوضى والنزاعات الأهلية فيه".
ودعا صالح عمار القوات المسلحة إلى رفع يدها عن دعم "فلول النظام البائد" وضبط مؤسسات الدولة وفتح المجال أمام العمل الإنساني والإغاثي.
كما تحدث صالح عمار عن ضرورة التماس السلام والنظر إلى المشهد بلوحته الكبرى الممتدة، بما يضمن قفل الباب أمام التدخلات الإقليمية "الضارة"، والتفكير في المكاسب الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية الكبرى التي سيجنيها الشرق إذا استمرت حالة السلام، لافتًا إلى أنه بدأ يتحول إلى مركز يستقطب العقول والاستثمارات القادمة من الوسط.
وزاد بالقول: "لمن تبقى من أبناء الشرق الذين تصدروا لتنفيذ أجندة العسكريين ومازالوا في نفس المربع، نجدد الرسالة أن حل مشكلة التهميش التي يعاني منها الشرق يكون بوضع اليد مع المهمشين وليس بالتحول إلى أداة من أدوات الذين ينهبون موارد الإقليم ويفرقون بين أهله".