انخرط وفد من تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" برئاسة عبد الله حمدوك، في مباحثات مع المسؤولين في الحكومة المصرية ومنظمات المجتمع تتصدرها أجندة إيقاف الحرب في السودان السبت وتُستكمل اليوم الأحد.
قال حمدوك إن وفد (تقدم) سيناقش خارطة الطريق التي قامت بتأسيسها لوقف الحرب مع المسؤولين المصريين
واجتمع وفد تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" بقادة الرأي ومنظمات المجتمع المصري، وضم الوفد عمر الدقير وطه عثمان وسليمان صندل وعمر مانيس وياسر عرمان، تحدثوا حول ضرورة وقف الحرب في السودان ومساعدة السودانيين على إدخال الإغاثة إلى الملايين.
وقال حمدوك في تصريحات صحفية إنه يثمن الجهد المصري لوقف الحرب، وربط بين الجهود المصرية وبين مفاوضات المنامة بين الجيش والدعم السريع بشكل مباشر.
وكان وفد من الجيش برئاسة الفريق ركن شمس الدين الكباشي، ووفد من الدعم السريع برئاسة القائد الثاني الفريق عبدالرحيم دقلو، أجريا مفاوضات في العاصمة البحرينية المنامة خلال شهر كانون الأول/ينايرالماضي، وحققا تقدمًا في النقاط الخلافية قبل أن تتوقف المفاوضات بشكل مفاجئ.
وجاءت رعاية المفاوضات في العاصمة البحرينية المنامة بواسطة بعض الدول العربية والخليجية، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وقال عبد الله حمدوك إن الدور المصري في وقف الحرب في السودان مهم جدًا.
وقال حمدوك للصحفيين في القاهرة إن تقدم تطرح خارطة الطريق لوقف الحرب في السودان وقال : "نحن نثمن عاليًا الدور المصري خاصة في أعقاب مفاوضات المنامة والتي تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح".
وتأتي زيارة وفد "تقدم" في إطار مخاطبة الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها المواطنون، والعمل على الاستجابة الفعالة لها بما يخفف من حجم المأساة، وذلك بجانب بحث سبل الوصول لحل سياسي سلمي تفاوضي يؤسس لسلام مستدام في السودان، الأمر الذي يتطلب "إرادة الفاعلين السودانيين" بجانب تنسيق الجهود الإقليمية والدولية حسب ما ورد في البيان.
ويرى عضو تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" معتز صالح في حديث لـ"الترا سودان"، أن زيارة وفد التنسيقية برئاسة عبد الله حمدوك إلى مصر تحول في العلاقة بين القوى المدنية السودانية والقاهرة، وجاءت هذه الزيارة بعد سلسلة من المباحثات التي جرت في هذا الصدد مؤخرًا، من بينها مؤتمر "تقدم" الذي عقدته في العاصمة المصرية نهاية العام الماضي.
ويوضح معتز صالح أن "تقدم" تحمل رؤى تمت بلورتها خلال الفترة السابقة، وبدأت في تسويقها للقوى الإقليمية والدولية، وهي رؤى متصلة بوقف الحرب في السودان وفقًا لخارطة طريق تبدأ من وقف إطلاق النار، وغوث الملايين من المتضررين من القتال وانعدام الممرات الآمنة، بجانب إطلاق عملية سياسية تضم أكبر كتلة من القوى المدنية واستعادة المسار المدني في السودان.
وكانت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ"تقدم" أكدت ،الجمعة، بالتزامن مع وصول وفد "تقدم" إلى القاهرة، أن الزيارة ستشهد لقاءات مع أمين عام الجامعة العربية والمثقفين وصناع الرأي المصريين، وعدد واسع من الفاعلين السودانيين المتواجدين بمصر.
وجددت التنسيقية شكرها لجمهورية مصرالعربية قيادة وشعبًا على استضافتها لمئات الآلاف من السودانيين الذين لجأوا إليها، عقب اندلاع الحرب في السودان منتصف نيسان/أبريل من العام الماضي.
فيما قال الباحث السياسي محمد كمال لـ"الترا سودان"، إن جولة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ووفد "تقدم" في العاصمة المصرية تحمل قوة دفع إقليمية ودولية، لذلك تكتسب أهميتها من هذا المنطلق.
وأضاف: "يتصدر وقف الحرب في السودان وإدخال الإغاثة وتطبيق الهدنة خلال شهر رمضان الأجندة التي يحملها الوفد إلى القاهرة، إلى جانب إمكانية توحيد القوى المدنية السودانية خاصة وأن مصر لديها تأثير على بعض القوى السياسية السودانية مؤخرًا".
الزيارة تعد واحدة من الاختراقات بين الجانب المصري والقوى المدنية الساعية لوقف الحرب في السودان، وإطلاق عملية سياسية تسترد السلطة المدنية
وقال كمال إن الزيارة تعد واحدة من الاختراقات بين الجانب المصري والقوى المدنية الساعية لوقف الحرب في السودان، وإطلاق عملية سياسية تسترد السلطة المدنية.
وأشار كمال إلى أن القوى المدنية لبت دعوة الحكومة المصرية في إطار تعزيزها لجهود وقف الحرب، والعمل على تعبئة الجهود الإقليمية، كما إن مصر بدأت تستعيد دورها في التعامل مع القوى المدنية السودانية التي صعدت إلى المقدمة خلال ثورة ديسمبر.
وتابع كمال: "القاهرة بدأت تدرك أن القوى المدنية التي صعدت إلى الواجهة خلال الثورة الشعبية التي أطاحت بالبشير، قوى لا يمكن الدخول معها في قطيعة دائمة".