على بعد (30) كيلومترًا شمال شرق مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، تقع جزيرة سنقنيب المرجانية، والتي تمتد على عرض كيلومترين وطول يصل إلى ستة كيلومترات من شاطئ البحر الأحمر شرقي السودان.
وتحتضن جزيرة سنقنيب بداخلها ثلاث بحيرات صغيرة تحوي تنوعًا كبيرًا من الكائنات البحرية، بحيث تمتلك الجزيرة (251) نوعًا مختلفًا من الأسماك، وذلك بجانب أسماك القرش والحيتان والدلافين والسلاحف البحرية والأخطبوط، وتحتضن الجزيرة أيضًا الطحالب ذات الألوان الزاهية الحمراء والخضراء والخضراء المزرقة، فيما يصل عدد أنواع الشعب المرجانية في الجزيرة إلى (124) نوعًا، وسجلت على لائحة التراث العالمي منذ ثمانينات القرن الماضي، وذلك في إطار الاهتمام بالسياحة في السودان.
تبعد سنقنيب عن ميناء بورتسودان حوالي (13) ميلًا، وتعتبر مقصدًا للسياح والمهتمين بهواية الغطس
وتتميز الجزيرة بوجود الشعب المرجانية النادرة "أتول"، وهو نوع من الشعب الحلقية التي تتكون فوق الصخور البركانية. وجدير بالذكر أن تسمية الجزيرة جاءت تيمنًا بشجر السنقناي الذي ينبت في صحارى كل من مدينتي سواكن وجنبيت، وتحور الاسم مع مرور الزمن حتى أصبح سنقنيب.
تبعد سنقنيب عن ميناء بورتسودان حوالي (13) ميلًا، وتعتبر مقصدًا للسياح والمهتمين بهواية الغطس كونها مغمورة بالمياه بشكل كلي، وذلك بجانب المهتمين بالتصوير المائي لما تمتلكه من طبيعة خلابة ومناظر ساحرة، واللافت في الجزيرة هو ما تتمتع به من نقاء. وصنفت في العام 1991 على أنها المحمية البحرية الأولى في السودان.
الأسماك في سنقنيب
في العام 1994 أجرى مجموعة من العلماء بقيادة العالم كروب (Krupp) مسحًا على أنواع الأسماك الموجودة في الجزيرة، وتم رصد ما يتجاوز الـ(251) نوعًا، بينما يتوقع فعليًا وجود أكثر من (300) نوع من الأسماك، من ضمنها أنواع التونا والباراكودا الذي هو من أنواع الأسماك المهاجمة والشرسة، إضافة إلى الأنواع المرتبطة بالشعب. وتتميز أيضًا بتواجد أسماك اللبروس على شاكلة (Napoleon) وسمكة أبوشراع، وأسماك شيطان البحر> وفيما يتعلق بأنواع القروش فتزور شواطئ الجزيرة قرش الهامر الشهير باسم أبومطرقة.
وحتى توقيت نشر الدراسة تم تسجيل تسعة أنواع من أسماك الهامور بالمحمية، من ضمنها الهامور المرجاني المرقط والذي يعرف محليًا باسم الناجل، ويعتبر هو النوع الأكثر أهمية تجاريًا. أما بالنسبة للسلاحف البرية في الجزيرة فتنتشر الأنواع صقرية المنقار على المياه المحيطة، ولكن لم تقدم الدراسة معلومات كافية عن حالة السلاحف في الجزيرة، بحيث لم تكن المعلومات متاحة في ذلك التوقيت، والأمر يتصل أيضًا بالحيتان التي لا تتوفر لها هي الأخرى معلومات كافية، إلا أن هنالك ملاحظات تشير إلى وجود الحيتان الحدباء والحيتان الطيارة التي تتواجد خلال أشهر الشتاء في مياه جزيرة سنقنيب المرجانية، بينما يتم ملاحظة الدلافين بشكل متكرر على شواطئ الجزيرة.
أنواع المرجان
وأشارت الدراسة التي قدمها العالم كروب إلى وجود نوعين من المرجان في الجزيرة متمثلة في المرجان الصلب والمرجان الناعم أو اللدن، بحيث تعتبر ظروف البحر الأحمر مثالية لنمو المرجان والشعب المرجانية، الأمر الذي نتج عنه زيادة ملحوظة في أنواع المرجان في منطقة البحر الأحمر بالسودان. وفي المقابل وجد أن الظروف غير مناسبة في الاتجاه الشمالي بسبب تقلبات درجات الحرارة الشتوية وانخفاضها هناك، بينما يحد زيادة معدلات التآكل الحيوي وتركيز العوالق النباتية "فيتوبلانكتون" في عمود الماء وكتلة الطحالب الكبيرة من انتشار الشعب المرجانية في الاتجاه الجنوبي، الأمر الذي يجعل الشعب المرجانية الموجودة في جزيرة سنقنيب من بين أفضل الأنواع في البحر الأحمر، ويصل طول الشعب المرجانية من العمق إلى (800) متر على سطح البحر.
وفيما يتعلق بالأبحاث أشارت الدراسة إلى أنه يتم تنفيذ أنشطة البحث بواسطة معهد علوم البحار (جامعة البحر الأحمر)، وفي بعض الأحيان يتم التعاون مع علماء من خارج البلاد، وذلك بهدف جمع البيانات الأساسية حول بيئة جزيرة سنقنيب البحرية، ومع ذلك يتعين إجراء أبحاث لفحص استخدام الموارد واستكشاف الفرص لتعزيز الفوائد البيئية الناشئة عن المحمية، و يتطلب الأمر أيضًا متابعة مستمرة لحالة الموارد الطبيعية مثل صحة الشعب المرجانية، ومستوى استخدام الموارد.
تم إعداد خطة متكاملة في وقت سابق لإدارة السواحل والتي تأخذ في اعتبارها الشحن، وتطوير السواحل، ومكافحة التلوث، والموارد الطبيعية للسودان
وفي الوقت نفسه، تزداد الحاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث، وذلك بجانب المتابعة المستمرة للشعب المرجانية، إضافة إلى البرامج التي تساهم في نشر المعلومات التي من شأنها أن تعزز مشاركة المجتمع ورفع والوعي. وجدير بالذكر أنه تم إعداد خطة متكاملة في وقت سابق لإدارة السواحل والتي تأخذ في اعتبارها الشحن، وتطوير السواحل، ومكافحة التلوث، والموارد الطبيعية للسودان، وبحسب الدراسة غطت هذه الخطة أكبر عدد من المؤثرات على التنوع البيولوجي على مستوى النظام البيئي المحلي.