ضاعفتها الحرب.. ظروف مريرة تشهدها معسكرات النزوح في دارفور
5 أبريل 2024
تشهد معسكرات إقليم دارفور ظروف إنسانية مريرة مستمرة منذ أكثر من عقدين من الزمان، وضاعفتها الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي انطلقت شرارتها في الخامس عشر من نيسان/أبريل من العام الماضي.
وما تزال أعداد النازحين في السودان في ازدياد مستمر، حيث فر حوالي (8.4) مليون شخص من منازلهم منذ اندلاع الاشتباكات، وهذا يشمل حوالي (6.5) مليون شخص نازح داخل السودان، و1.7 ملايين آخرين عبروا الحدود نحو دول الجوار. وارتفع عدد النازحين بنحو (53,500) شخص خلال الأسبوع الماضي وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة. ويتواجد النازحون في (6,771) موقعًا -بزيادة قدرها 62 موقعًا خلال الأسبوع الماضي- في جميع ولايات السودان.
توجد أعلى نسب للنازحين في السودان في إقليم دارفور، والذي كان يحتوي بالفعل على أعداد ضخمة من النازحين في المعسكرات القائمة منذ حرب 2003
وتوجد أعلى نسب للنازحين في السودان في إقليم دارفور، والذي كان يحتوي بالفعل على أعداد ضخمة من النازحين في المعسكرات القائمة منذ حرب 2003 وما بعدها. ويمثل النازحون في دارفور (37) في المائة من النازحين داخل البلاد، ومع هذا العدد تتضاعف المعاناة الإنسانية كل يوم غربي السودان.
معاناة مضاعفة
وشكا النازح بمعسكر "أبوشوك" بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، محمود أحمد حسن، من الظروف المريرة التي يمرون بها في معسكرات النزوح، والتي ضاعفتها الحرب الحالية، ومقدار الاحتياجات والشح في أبسط مقومات الحياة.
وأشار محمود أحمد حسن في حديثه لـ"الترا سودان"، إلى تضاعف المعاناة في معسكرات النزوح بعد مقدم الفارين من الحرب القائمة في بقية ولايات دارفور إلى المعسكر، وتوقف الدعم الذي كان الناس يتحصلون عليه في السابق، وذلك للزيادة الكبيرة في أعداد النازحين.
وشهدت ولايات إقليم دارفور معارك عنيفة منذ اندلاع الحرب، وسيطرت قوات الدعم السريع على أربع عواصم من أصل خمس في الإقليم، حيث تبقت الفاشر تحت سيطرة الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة.
ظروف مريرة
وشكت النازحة حليمة خميس أبكر من الظروف المريرة التي تتمثل في تدهور الأوضاع الانسانية وانعدام الخدمات الأساسية في المعسكرات، والمتمثلة في الصحة والإصحاح البيئي، مما أدى لتفشي الأمراض ومعاناة المرضى لعدم توفر الإمكانيات المالية لأخذهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وطالبت النازحة حليمة خميس أبكر، مسؤول النازحين بمفوضية العون الإنساني بتوفير المساعدات للنازحين المقيمين بمدرسة الاتحاد الثانوية بنات.

في نفس الجانب، قالت النازحة حسناء إبراهيم إنها نزحت من حي النهضة بنيالا عاصمة جنوب دارفور، وجاءت إلى مدينة الفاشر بحثًا عن الأمن والغذاء. وأقامت هذه النازحة بمدرسة السلام التي صارت مركز إيواء للنازحين. ولفتت حسناء إبراهيم في حديثها مع "الترا سودان"، إلى أنه بعد مجيئها أصبحت الظروف المعيشية أكثر صعوبة بالمركز، وخاصة في شهر رمضان، وذلك بسبب نقص الغذاء وبقية مستلزمات العيش.
وأشارت حسناء إبراهيم إلى أن غالبية النازحات لجأن إلى ممارسة الحرف اليدوية من صناعة البراتيل والحنة والمشاط وغيرها، ولفتت إلى أن هذه المشغولات اليدوية والسلع البسيطة لا توفر لهم لقمة العيش عندما يتم عرضها في الأسواق.
وطالبت حسناء إبراهيم بتوفير مياه صالحة للشرب ومواد غذائية وكساء للأطفال وكبار السن، ومشمعات للاحتماء ومجابهة تغيرات الطقس.
حرب 15 أبريل
ويحتضن مخيم نيفاشا للنازحين حتى الآن ما لا يقل عن (26) مركزًا للإيواء المؤقت للنازحين الذين وفد بعضهم من ولايات دارفور المختلفة، أما البقية فهم من الذين فروا جراء الاشتباكات والمقذوفات المتفجرة بمخيم أبوجا للنازحين.

وكشف المنسق العام لمعسكرات النزوح واللجوء بدارفور، يعقوب محمد فوري، عن أوضاع إنسانية متدهورة يعيشها النازحون بسبب انعدام الغذاء. وقال يعقوب محمد فوري، في تصريح لـ"الترا سودان"، إن انعدام الغذاء في معسكرات النزوح دفع البعض لجمع أوراق الشجر وصيد الجراد وطبخه وتقديمه للأطفال كوجبة طعام حتى لا يموتوا من الجوع الشديد.
وأكد يعقوب أن معاناة النازحين تضاعفت بعد حرب 15 نيسان/أبريل 2023، مشيرًا إلى توقف المنظمات الإنسانية عن دعم النازحين في المخيمات عقب اندلاع الاشتباكات. واصفًا المعاناة في دارفور بأنها "الأسوأ في تاريخ السودان منذ عقود طويلة".
سوء التغذية
وحول تقارير المنظمات عن كارثة إنسانية وشيكة في دارفور، أكد المنسق العام لمعسكرات النزوح، مصداقية تلك التقارير، كاشفًا عن تسجيل وفيات في المعسكرات بسبب الجوع.
كانت أطباء بلا حدود قد قالت إن ربع الأطفال الذين تم فحصهم في معسكر زمزم للنازحين يعانون من سوء التغذية الحاد
يذكر أن منظمة أطباء بلا حدود كانت قد كشفت عن أوضاع كارثية بمعسكر زمزم للنازحين، والذي يقع بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. ويؤوي معسكر زمزم زهاء (300) إلى (500) ألف نازح. وقالت أطباء بلا حدود في شباط/فبراير الماضين إن معدلات الوفيات وسط الأطفال بلغت (13) حالة وفاة في اليوم الواحد. وبحسب المنظمة فإن ما يقرب من ربع الأطفال الذين تم فحصهم في معسكر زمزم للنازحين يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأكدت أن عدم صرف الحصص الغذائية أدى إلى ندرة في المواد الرئيسية للغذاء مثل الدخن والذرة، في ظل عدم تمكن المجتمعات المستضيفة من زراعة المحاصيل في الخريف الماضي بسبب الحرب، وإهمال المجتمع الدولي لضحايا الحرب والنزوح.
الكلمات المفتاحية

أم روابة بين الهدوء والقلق.. بداية موسم الحصاد
في ظل تصاعد النزاعات في شمال كردفان وسيطرة قوات الدعم السريع على محليتي بارا وأم دم حاج أحمد في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يعيش سكان أم روابة حالة من الهدوء الحذر. المدينة، التي لم تشهد عمليات عسكرية مباشرة، ما زالت توازن بين استمرار الحياة اليومية من الأسواق والمزارع، وبين الخوف من تمدد النزاع نحو مناطقها الزراعية الحيوية.

نازحو الفاشر في الدبة.. مأساة الفقد والتشريد
"زار رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مراكز إيواء منطقة الدبة شمالي السودان، حيث يقيم نازحو مدينة الفاشر الفارون من الاشتباكات المسلحة. وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أمس السبت هذا اللقاء أثناء الاطلاع على أوضاع النازحين.

صمد لـ 30 شهرًا.. طبيب سوداني يُضيء الظلام بالحصول على جائزة دولية
بعد 30 شهرًا، توّجت منظمة أورورا الدولية الطبيب السوداني جمال الطيب بطلًا للقطاع الطبي والصحي والإنساني، من بين 900 شخصية حول العالم نافسوا على الجائزة التي أُعلن عنها الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

السودان.. النزوح ترفُ الناجين من المذابح في بارا والفاشر
أدّت هجمات قوات الدعم السريع خلال نهاية تشرين الأول/أكتوبر ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2025 إلى نزوح قرابة 100 ألف شخص من مدينتَي بارا والفاشر في كردفان ودارفور، إضافةً إلى القرى والبلدات الصغيرة التي تشعر بالتوتر من تهديد هذه القوات في شمال كردفان.

مرصد حقوقي: أكثر من 11 ألف قتيل و32 ألف جريح في هجمات الدعم السريع على الفاشر
أعلن مرصد مشاد لحقوق الإنسان أنه وثّق مقتل أكثر من 11,700 مدني وإصابة نحو 32,000 آخرين خلال ما وصفها بـ"المجازر الواسعة" التي شهدتها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

الخرطوم وكسلا تعلنان فتح المعسكرات لمساندة الجيش في المعارك
أعلنت ولايتا الخرطوم وكسلا تجهيز معسكرات التجنيد لدعم الجيش السوداني في الحرب ضد قوات الدعم السريع، في المعارك الجارية غربي البلاد.

أردوغان: نواصل الجهود لوقف الصراع السوداني ولن نكتفي بالمتابعة
قال أردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول: "سنواصل جهودنا الدبلوماسية لضمان السلام والأمن في السودان ولا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري هناك".

غرفة طوارئ: مدينة بابنوسة خالية من السكان تمامًا
قالت غرفة طوارئ بابنوسة بولاية غرب كردفان إن المدينة خالية من السكان بنسبة 100% بعد نزوح قرابة 177 ألف شخص جراء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ كانون الثاني/يناير 2024.
