تعتزم إدارة امتحانات السودان بوزارة التربية والتعليم الاتحادية، على النفقة الحكومية نقل الطلاب من ولاية شمال دارفور وعاصمتها الفاشر التي تعيش صراعًا مسلحًا إلى مدينة الأبيض ولاية شمال كردفان، لأداء امتحانات الشهادة الثانوية الشهر القادم.
قررت وزارة التربية والتعليم نقل الطلاب من شمال دارفور إلى مدينة الأبيض للجلوس لامتحانات الشهادة الثانوية الشهر القادم
وكانت وزارة التربية والتعليم الاتحادية، اضطرت إلى تأجيل امتحانات الشهادة الثانوية والتي تعرف بـ"الشهادة السودانية"، من أيار/مايو 2023 إلى نهاية العام 2024، بسبب الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وطالبت وزارة التربية والتعليم بولاية شمال دارفور، المدارس بحصر أسماء الطلاب، وترشيح خمسة معلمين لمرافقة البعثة الطلابية المتوجهة من محليات الولاية إلى مدينة الأبيض، بولاية شمال كردفان. والتي تبعد نحو 400 كيلو متر شمال الولاية.
وأكدت وزارة التربية والتعليم بولاية شمال دارفور، أن إدارة امتحانات السودان وهي "هيئة حكومية قومية"، ستتحمل نفقات الترحيل والإعاشة والإقامة بمدينة الأبيض بالنسبة للطلاب ولاية شمال دارفور، مع بعثة المعلمين الذين يتعين عليهم العمل في الإشراف الإداري أيضًا.
ولم تتطرق وزارة التربية والتعليم بولاية شمال دارفور، إلى قضية الممرات الآمنة لنقل الطلاب من محليات الولاية إلى الأبيض في شمال كردفان، في ظل وقوع بعض المناطق تحت الحصار العسكري لقوات الدعم السريع، إلى جانب اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش والدعم السريع، بين الحين والآخر في مدينة الفاشر ومناطق محيطة.
وحرمت الحرب التي تستمر منذ عام ونصف نحو (19) مليون طفل من الذهاب إلى المدارس، وبينما غادرت عشرات الآلاف من العائلات السودان بحثًا عن تعليم الأطفال والفتيان والفتيات، إلا أن الصراع لا يزال يؤثر على وضع الأطفال بالعاصمة الخرطوم والفاشر ونيالا والجنينة وزالنجي، ومناطق كردفان وولاية الجزيرة وسنار بسبب استمرار القتال.
ويتجنب القادة العسكريون الحديث عن مستقبل التعليم في السودان، في ظل استمرار الصراع المسلح في هذا البلد، ويتبادل الطرفان الاتهامات بشأن الممرات الآمنة، أو إعادة الحياة للمدن أو نقل المساعدات الإنسانية.
ويندر أن تتحمل الدولة نفقات الإعاشة والإقامة والترحيل، بالنسبة للطلاب في امتحانات الشهادة الثانوية، أو أي مراحل أخرى مع تقلص شديد للنفقات الحكومية على قطاع التعليم الحكومي، لكن فيما يبدو أن حكومة إقليم دارفور التي تتخذ من بورتسودان مقرًا لها، مارست ضغوطًا على وزارة التربية والتعليم، ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي.
يجلس طلاب الفاشر ومحليات شمال دارفور، لأداء امتحانات الشهادة السودانية بعد عام ونصف من الصراع المسلح وتوقف العملية التعليمية، والبقاء في المنزل أو مراكز الإيواء دون توفر معينات التحصيل الأكاديمي، وفق حديث أولياء الأمور، و لتدارك هذه التحديات ناشدت وزارة التربية والتعليم بولاية شمال دارفور الطلاب بالاهتمام واستذكار الدروس.