12-مايو-2024
المعارك في الفاشر

المعارك في الفاشر

اكتظ مستشفى الجنوبي بالفاشر بعشرات المصابين وضحايا الاشتباكات المسلحة، بين القوات المشتركة والدعم السريع، ووجه متطوعون نداءات للتبرع بالدم، فيما قال أطباء إن المعينات لم تكن كافية لاستقبال المصابين في وقت واحد.

عاملة: المتحاربون لا يضعون في الاعتبار حياة المدنيين في الفاشر 

وقال أحمد أبوبكر العامل الإنساني لـ"الترا سودان"، إن عشرات المصابين وصلوا في وقت واحد إلى المستشفى الجنوبي، وظلت الكوادر الطبية تعمل بشكل متواصل لـ (18) ساعة لعلاج المصابين في قسم الطوارئ.

وتابع: " كانت الساعات الماضية حافلة بالأوضاع المأساوية في المستشفى، العديد من المصابين كانوا في انتظار دورهم في تضميد الجروح التي حدثت نتيجة وقوع القذائف، ورصاصات الأسلحة الثقيلة في المنازل بالأحياء الشرقية والجنوبية".

ولا توجد خيارات لمسشتفيات أخرى في الفاشر جراء توقف بعض المنظمات الدولية عن العمل، بعد أن أنهت مهامها الفترة الماضية طبقًا لأبوبكر الذي يرجح تدهور الوضع الإنساني في الفاشر نتيجة الاشتباكات المتواترة.

وأردف: "عدد ضحايا الاشتباكات قد يتجاوز نحو عشرة أشخاص، ربما يرتفع العدد مع مرور الوقت نتمنى أن لا يحدث ذلك".

واندلعت الاشتباكات بين القوات المشتركة التي تضم الجيش والحركات المسلحة وبعض المجموعات المسلحة من جهة، والدعم السريع ومجموعات متحالفة معها من جهة أخرى يوم الجمعة 10 أيار/مايو الجاري.

واستمرت الاشتباكات لأكثر من تسع ساعات متواصلة، وفقًا لشهود عيان تحدثوا لـ"الترا سودان"، واضطر بعض الأطفال من شدة الرعب بالاختفاء أسفل الطاولات والأثاثات بالمنزل".

تقول ماجدولين وهي مواطنة في الفاشر وممرضة متوقفة عن العمل بسبب الحرب لـ"التراسودان"، إن الاشتباكات كانت عنيفة، لقد سمعنا الأصوات وكأن القتال فوق أسطح المنازل، كان يومًا عصيبًا، في لحظات كنا نشعر بالاستسلام لفكرة وقوع المدينة تحت قبضة الدعم السريع، عندما أخبرتني جارتي أن الجيش والحركات المسلحة سيطرت على الوضع شعرت بالأمان.

وعقب اندلاع الحرب في السودان استضافت الفاشر نحو (115) ألف نازح في عشرات المدارس والمقار التي تحولت إلى مراكز إيواء، إلى جانب (800) ألف شخص من النازحين مسبقًا في مخيمات ما قبل الحرب مثل "أبوشوك".

وتقول عاملة في منظمة دولية كانت ضمن بعثة المهام الإنسانية في شمال دارفور لـ"الترا سودان"، إن الهجوم على الفاشر يوم الجمعة كان الأعنف منذ شهور طويلة، وقد ينعكس على الوضع الإنساني خاصة مع حصار الدعم السريع للمدينة منذ ثلاثة أسابيع، ومنع القوافل التجارية والتحقيق مع السائقين والسماح بالمرور بعد دفع المال.

وأضافت: "كل هذه الأمور لا يضعها المتحاربون في الاعتبار، حياة مئات الآلاف من المواطنين في الفاشر على المحك، لذلك القتال يجب أن يتوقف ويجب أن تستجيب الدعم السريع لدعوات المجتمع الدولي بالكف عن مهاجمة الفاشر".

والفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تحت سيطرة الجيش، بينما تسيطر الدعم السريع على أربع ولايات في إقليم دارفور.