في عمليات عسكرية برية وغارات جوية، بدأت القوات المسلحة هجومًا مكثفًا على قوات الدعم السريع، شملت شرق الخرطوم في أحياء أركويت، والصحافة، والرياض، والطائف. وتركزت العمليات في هذه المناطق على الطيران الحربي.
وُصف هجوم القوات المسلحة بأنه الأعنف من نوعه منذ شهور طويلة
وُصف هجوم القوات المسلحة بأنه الأعنف من نوعه منذ شهور طويلة، وجاء عقب تصريحات مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ركن ياسر العطا، الذي صرّح الأسبوع الماضي أن "الجيش سيمطر حجارة من سجيل على قوات الدعم السريع".
أثناء الهجمات التي شنها الطيران الحربي صباح اليوم على الخرطوم، كانت مضادات الدعم السريع ترد عليها في ذات الوقت، وهي من العمليات المعتادة لهذه القوات لخفض الخسائر الناجمة عن الغارات الجوية.
كما شملت العمليات الحربية للجيش قصفًا مدفعيًا مكثفًا على قوات الدعم السريع المتمركزة في بعض المواقع بمنطقة السوق العربي وقرب القصر الرئاسي، من سلاح المدرعات والقيادة العامة للجيش.
وتحدث مواطنون من مدينة الخرطوم عن سماع أصوات مدافع وطيران بشكل مكثف منذ وقت مبكر من صباح اليوم، لم يعتادوا عليها خلال الفترة الماضية، ما يعني توسع رقعة المعارك.
وفي ظل الأنباء التي تحدثت عن عبور وحدات من الجيش كبري النيل الأبيض الرابط بين أم درمان، قرب سلاح المهندسين، إلى داخل مدينة الخرطوم من الناحية الشرقية، لم يتمكن مراسل "الترا سودان" من الحصول على معلومات مؤكدة من متحدث الجيش.
ولا زالت العمليات مستمرة في أكثر من خمسة محاور بالخرطوم والخرطوم بحري، المدينتان الواقعتان تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ويحاول الجيش التقدم نحوهما والسيطرة على الشوارع الرئيسية.
تأتي هذه العمليات عقب إعلان الجيش المضي قدمًا نحو الخيار العسكري، مشترطًا خروج قوات الدعم السريع من المدن والمنازل للذهاب إلى مفاوضات وقف العدائيات.
وذكر الباحث الاستراتيجي محمد عباس لـ"الترا سودان" أن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة تعد الأكبر من نوعها منذ أكثر من 16 شهرًا، لأن مثل هذه العمليات انخفضت منذ شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو 2023 عندما بدأت الحرب.
وقال إن القوات المسلحة خططت لهذه المعركة بشكل دقيق، ولديها إمكانيات في المعدات والأسلحة النوعية والثقيلة والتكتيكات، وعملت خلال الفترة الماضية على خنق مسارات مؤن قوات الدعم السريع، لأن التقارير كانت تتحدث عن وجود ضعف في التسليح والإمداد في صفوف قوات الدعم السريع.