16-أكتوبر-2024
طائرة إثيوبية

طائرة إثيوبية

بعد غياب استمر لعام ونصف، عادت الخطوط الإثيوبية لتشغيل خطوطها من مطار مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للحكومة القائمة شرق البلاد، ودشنت رحلتها الأولى إلى العاصمة أديس أبابا الأربعاء.

يقول عاملون في قطاع مبيعات التذاكر إن المنافسة تخفض الأسعار إذا لم تتدخل السلطات بحجة حماية الشركات المحلية 

وكانت شركات الطيران الإقليمية والعالمية، أوقفت العمل في الأجواء السودانية منذ اندلاع الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023، وخروج مطار الخرطوم عن الخدمة عقب هجوم شنته قوات الدعم السريع، في ذات اليوم على صالات الوصول والمغادرة، ومكاتب الحجز ومدرج الإقلاع والهبوط، وشوهدت بعض الطائرات تشتعل نارًا.

واضطرت شركة المطارات الحكومية، إلى نقل الملاحة الجوية إلى مطار بورتسودان، منذ ذلك الوقت. وخلال هذه الأشهر الماضية، سيطرت شركات طيران محلية على قطاع الطيران، وفرضت أسعار فلكية للتذاكر وصلت إلى ألف دولار أميركي لبعض الوجهات.

كانت الروح المعنوية مرتفعة لدى العمال والموظفين في مطار بورتسودان، عندما وصلت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية المدرج الرئيسي. رغم ذلك، فإن الأمر بشأن المنافسة لا زال في طي الكتمان، ولم تطرح الشركات المحلية عروض تشجيعية لجذب المسافرين.

في الأسواق السودانية التي تعمل تحت مسؤولية المؤسسات الحكومية، عادة يتخوف السودانيون من فرض بعض المجموعات سيطرتها على إجراءات تعرفة النقل وتذاكر السفر، حدث هذا الأمر مرارًا السنوات الماضية في قطاع النقل البري.

أُستثني إقليم شرق السودان من قائمة الأجواء غير الآمنة في تموز/يوليو الماضي، ليصبح مواتيًا لشركات الطيران العالمية والإقليمية، العودة إلى الأجواء السودانية من هذا المسار. مع ذلك، فإن هناك مخاوف من فرض شركات الطيران المحلية سطوتها على قيمة التذاكر، وممارسة الضغوط على الشركات الإقليمية مع احتدام المنافسة في سوق لا يزال عشرات الآلاف يتحفزون للسفر مع انعدام فرص العمل داخليًا، واستمرار الحرب في البلاد، وتراجع ضروريات الحياة.

لم تمض الشهور الماضية بسهولة ويسر بالنسبة لعشرات الآلاف من السودانيين الذين غادروا البلاد مضطرين، بحثًا عن اللجوء في دول شرق إفريقيا ومصر وليبيا والخليج، لأن أسعار تذاكر الطيران شكلت معضلة حقيقية أمامهم.

تقول المسؤولة السابقة بإدارة التخطيط في الخطوط الجوية السودانية "سوادنير" هبة عثمان لـ"الترا سودان"، إن تذاكر الطيران مرتبطة بطبيعة العمل في الأجواء السودانية، لا يزال التأمين على الطائرات مرتفعًا، ما يعني أن قيمة التذاكر تتأثر برسوم التأمين.

وتقول هبة عثمان إن الرحلات التي تغادر مطار بورتسودان هي رحلات أقرب لإجلاء المسافرين، لأن الطائرات تعود وهي شبه فارغة إلى مطار بورتسودان، مع استمرار الحرب الناس لا يفضلون العودة إلى البلاد.

ذكر مسافرون عبر مطار بورتسودان، أن الخطوط الجوية الإثيوبية نشرت قائمة التذاكر بأسعار تتراوح بين (558) ألف جنيه إلى (870) ألف جنيه من مطار بورتسودان إلى أديس أبابا ودبي ومسقط وجدة، في حين أن شركات الطيران الأخرى تطرح أسعار التذاكر لرحلات قريبة من هذه الوجهات، بسعر يصل إلى (1.7) مليون جنيه، أي الزيادة بنسبة 70%.

للأزمة الاقتصادية في السودان تأثيرها على شركات الطيران العاملة في مطار بورتسودان، وهو المطار الوحيد في البلاد الذي يقدم خدمة الملاحة الجوية المدنية خلال الحرب، مثلًا سعر الصرف المتذبذب والمرتفع غالب الوقت ينعكس على أرباح الشركات وتحويلاتها إلى خارج البلاد خاصة الأجنبية، ما يعني أنها ستراقب أسواق التداول المالي الموازي على الدوام.

وتتسائل حميدة الموظفة في وكالة سفر بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل، عما إذا كانت الخطوط الإثيوبية قادرة على حماية أسعارها المعلنة، لا سيما وأن الفرق بينها وبين الشركات المنافسة تتجاوز نصف القيمة.

ترى حميدة في حديث لـ"الترا سودان"، أن المنافسة عادة تخفض الأسعار، بالتالي من المتوقع أن تطرح الشركات المحلية أسعار جديدة لجذب المسافرين إلى رحلاتهم، وهذه أمور إيجابية لصالح المواطن الذي يعاني من تدبير تذاكر السفر، لأن أغلب المسافرين من الشبان والفتيات الذين يبحثون عن العمل خارج البلاد، أو من يحاولون متابعة دراستهم الجامعية خارج البلاد، بمعنى أن هجرة السودانيين في الوقت الراهن ليست رفاهية. إنهم مجبرون، تضيف حميدة.

يعول السودانيون على تحسن الأمور رويدًا رويدًا بوصول شركات إقليمية إضافية للعمل من مطار بورتسودان، هناك أنباء عن اعتزام الخطوط الجوية القطرية والتركية للعمل في الأجواء السودانية من مطار بورتسودان.

في الأمد القريب قد تحدث بعض الاضطرابات في سوق تذاكر الطيران من داخل السودان، بينما تتوقع حميدة الموظفة في وكالة سفر بمدينة عطبرة شمال السودان من حدوث مؤشرات إيجابية مع ثبات سعر الصرف للجنيه، متأرجحًا بين (2500) و(2600) لواحد دولار أميركي، ووصول شركات إقليمية لاستئناف خدماتها من مطار بورتسودان.