21-نوفمبر-2024
النزوح من قرى ولاية الجزيرة

النزوح من قرى ولاية الجزيرة (نداء الوسط)

تشهد ولاية الجزيرة أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل تصاعد الانتهاكات من قبل قوات الدعم السريع التي تواصل اعتداءاتها على المواطنين، مُفاقمة معاناتهم اليومية من خلال أعمال القتل، والاختطافات، والتدمير المنهجي للحياة، في ظل حصار ضارٍ وانفلات أمني أسفر عن أزمة معيشية حادة يعاني منها المواطنون العالقون.

ابتدرت قوات الدعم السريع حملات وصفت بـ"الانتقامية" في قرى ولاية الجزيرة

في الأشهر الماضية، ابتدرت قوات الدعم السريع حملات وصفت بـ"الانتقامية" في قرى ولاية الجزيرة، على خلفية انحياز قائدها بالولاية، قائد قوات درع السودان أبوعاقلة كيكل إلى الجيش السوداني. أسفرت الحملات التي تقودها هذه القوات شبه العسكرية عن موجة نزوح كبرى من قرى الولاية، بينما تمنع الآلاف من المغادرة، وتتعثر على آخرين جراء عدم توفر وسائل النقل، والمبالغ المالية الضخمة التي يطالب بها منسوبو الدعم السريع مقابل السماح للأسر بالمغادرة.

معاناة في الشبارقة

وبحسب منصة نداء الوسط، تعاني وحدة الشبارقة الإدارية من تفاقم الأزمة المعيشية بسبب الجرائم والانتهاكات المتواصلة من قبل العصابات المسلحة التي تنتمي إلى قوات الدعم السريع. تقول المنصة إنه منذ سيطرة هذه القوات على المنطقة، فرضت واقعًا مأساويًا من خلال تقييد حركة المواطنين ومنعهم من الخروج، ما تسبب في تفاقم معاناة السكان.


وتشمل الانتهاكات المنسوبة لقوات الدعم السريع في وحدة الشبارقة الإدارية بولاية الجزيرة، تدمير أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بآبار المياه، مما أدى إلى تجفيف مصادر الحياة الأساسية، إلى جانب منع الأهالي من الوصول إلى الفاو في ولاية القضارف، ما يزيد من خطر الجوع والمرض في ظل غياب المساعدات الإنسانية.

مجزرة في قرية ود عشيب

في قرية ود عشيب، ارتكبت المليشيات مساء الثلاثاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، مجزرة مروعة أودت بحياة (69) مواطنًا حتى اللحظة، منهم (42) قُتلوا رميًا بالرصاص و(27) آخرين توفوا بسبب الحصار وانعدام العلاج.
يذكر أن قوات الدعم السريع كانت فرضت المليشيا حصارًا خانقًا على القرية منذ أيام، حيث تعرض السكان للتشريد القسري، والتجمع في ظروف غير إنسانية على شاطئ نهر النيل الأزرق. وأفاد شهود عيان بأن السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء، والدواء، والمأوى، ما يُنذر بكارثة إنسانية.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت أمس الأربعاء، عن مصادر طبية من قرية ود عشيب، أن (40) شخصًا قتلوا خلال هجوم لقوات الدعم السريع. وقال شهود عيان للوكالة الفرنسية إن قوات الدعم السريع هاجمت القرية مساء الثلاثاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وعاودت الهجوم صباح الأربعاء.

مصادر محلية كانت قد تحدثت عن انتشار للإسهالات المائية بقرية ود عشيب التي تقع في شرق ولاية الجزيرة. تتهم قوات الدعم السريع بتسميم المصادر المائية التي يستخدمها السكان للشرب، في ظل انتشار لحالات الكوليرا في عديد مناطق الولاية الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ كانون الأول/ديسمبر 2024.

اختطافات في قرى ولاية الجزيرة

بدورها، كشفت منصة مؤتمر الجزيرة عن هجوم لقوات الدعم السريع على قرية باشكار بمحلية جنوب الجزيرة، حيث اختطفت (25) مواطنًا وفرضت حصارًا على القرية، ما أثار مخاوف الأهالي من تكرار الهجمات.


كما شهدت قرية القريقريب بمحلية الحصاحيصا هجومًا أسفر عن اختطاف ثمانية مواطنين، ونهب أكثر من (200) رأس من الأبقار. الهجوم يأتي امتدادًا لهجمات سابقة تعرضت لها القرية، خلفت قتلى وجرحى.

أزمة معيشية حادة

في ظل هذه الجرائم والانتهاكات، تواجه ولاية الجزيرة كارثة إنسانية متصاعدة جراء انعدام الغذاء والدواء وتعطل مصادر مياه الشرب النقية. السكان في قرى ولاية الجزيرة والمجموعات المعنية بمنطقة الوسط يطلقون مناشدات منذ أشهر للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لتقديم المساعدات الضرورية ووقف هذه الاعتداءات التي تنذر بمزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.

هجمات قوات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة تسببت في موجة نزوح واسعة النطاق

هجمات قوات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة تسببت في موجة نزوح واسعة النطاق، ويفر السكان بما في ذلك كبار السن والنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة من بطش هذه القوات التي تُنسب إليها انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان. ينزح المواطنون في حالات كثيرة سيرًا على الأقدام. ينتهي المطاف بهؤلاء النازحين في مراكز إيواء بمناطق سيطرة الجيش السوداني بولايات شرق وشمال السودان.