أُصيب أكثر من 15 مدنيًا في قصف مدفعي على محلية كرري وبعض أحياء أم درمان، اليوم الأربعاء. ويقول السكان إن القذائف المدفعية قادمة من مناطق تمركزات الدعم السريع بالخرطوم بحري على الضفة الأخرى من نهر النيل الذي يفصل بين المدينتين.
يقول المواطنون إن قوات الدعم السريع تقصف الأحياء السكنية من الخرطوم بحري على الضفة الأخرى من النيل
تأتي عمليات القصف المدفعي على محلية كرري، الخاضعة لسيطرة الجيش في أم درمان، مع تعثر المفاوضات وبوادر معارك عنيفة تلوح في الأفق بين الطرفين، وانسداد الأفق بشأن توقف الحرب.
وذكر مصدر طبي من مستشفى النو لـ"الترا سودان" أن المستشفى استقبل بعض المصابين جراء القصف المدفعي، اليوم الأربعاء، اثنين منهم حالتهم حرجة، مشيرًا إلى أن القذائف وقعت في الأحياء السكنية والإصابات معظمها في صفوف المدنيين.
وأضاف: "الإصابات نتيجة شظايا القذائف التي وقعت في المنازل وبعض الشوارع، والهدف من القصف المدفعي خلال النهار ووقت مبكر من الصباح هو استهداف المدنيين وتخويفهم لمغادرة محلية كرري".
فيما يقول ياسر، الذي يقيم في أم درمان، لـ"الترا سودان" إن قوات الدعم السريع ليست في مقدورها السيطرة على محلية كرري أو استعادة السيطرة على الأحياء الواقعة وسط وشمال أم درمان، لكنها تفضل إغراق المنطقة في الفوضى ونشر الرعب بين المواطنين للنزوح ومغادرة مناطق الجيش.
وقال ياسر لـ"الترا سودان" إن محلية كرري وأحياء أم درمان الواقعة تحت سيطرة الجيش تشكل نصف مساحة أم درمان، والقصف المدفعي لقوات الدعم السريع يهدف إلى خلق فوضى ودفع المدنيين للنزوح.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تتعامل مع الحرب بنشر الفوضى في المناطق التي تسيطر عليها، فهي لا تستطيع إدارتها بصورة طبيعية؛ لذلك عادة ما تفضل إغراقها في دوامة من العنف، كما يحدث في محلية كرري وأحياء أم درمان.
ويقدم مستشفى النو بشكل منفرد الخدمات الطبية والصحية في محلية كرري، مع إغلاق تام لجميع المستشفيات وتعرضها للنهب، خاصة الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
يقدم المتطوعون الخدمات داخل المستشفى جنبًا إلى جنب مع الكوادر الطبية والعمال طوال ستة عشر شهرًا من القتال في هذا البلد المُهدد بالتفكك بفعل التأثير الإقليمي والدولي، وفق المراقبين الدبلوماسيين والنشطاء السياسيين.
وفي محلية كرري، تعمل الأسواق بصورة طبيعية يوميًا كما ترد قوافل التجارة عن طريق المعبر من مدينة شندي عبر شمال البلاد، قادمة من الموانئ الرئيسية شمال وشرق البلاد، وهو خط الإمداد الأوحد للجيش.
وتحاول السلطات المحلية استعادة الحياة من خلال تشغيل المرافق مثل خدمات شرطة المرور والبنوك وفتح المدارس، لكن القصف المدفعي يُلقي بآثاره على الوضع الأمني.