جددت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في جنيف، د. هند عبد الرحمن المفتاح، التأكيد على وقوف دولة قطر إلى جانب الشعب السوداني "في الأوقات العصيبة التي يمر بها"، واستمرارها في تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدات الإنسانية لتخفيف وطأة الأزمة الحالية عليه. ودعت المفتاح المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده وتقديم المزيد من الدعم لمقابلة الاحتياجات المتصاعدة للسودانيين.
دعت دولة قطر الأطراف السودانية المتحاربة إلى تحكيم صوت العقل واستئناف التفاوض بغرض الوصول إلى اتفاق ينهي القتال ويجنب السودانيين المزيد من المعاناة
وتقترب الحرب السودانية من أن تكمل عامها الأول وسط أزمة إنسانية كبيرة يمر بها الشعب السوداني الذي يحتاج أكثر من نصفه (25) مليون نسمة إلى المساعدات الإنسانية، وذلك في ظل حركة نزوح كبيرة ولجوء في دول الجوار فرارًا من المعارك المستمرة بين القوات المسلحة والدعم السريع.
وبحسب الخارجية القطرية، دعت دولة قطر الأطراف السودانية المتحاربة إلى "تحكيم صوت العقل" واستئناف التفاوض بغرض الوصول إلى اتفاق ينهي القتال ويجنب السودانيين المزيد من المعاناة، مؤكدة على ضرورة التعاون لتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، والالتزام بمبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وتتهم القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بعرقلة وصول المساعدات للمحتاجين إليها في مناطق النزوح والمناطق الساخنة، وطالبت الأمم المتحدة طرفي النزاع في السودان بالسماح بوصول المساعدات وتسهيل عمل العاملين الإنسانيين في البلاد.
وفي البيان الذي ألقته المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف خلال الحوار التفاعلي المعزز حول تقرير المفوض السامي بشأن السودان، أكدت المفتاح موقف دولة قطر الثابت تجاه وحدة وسلامة أراضي السودان، ورفض أي شكل من أشكال التدخل في شؤونه الداخلية.
دولة قطر تدعو الأطراف السودانية المتحاربة إلى استئناف التفاوض لإنهاء القتال#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/3ora3059rU
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) March 2, 2024
ونوهت مندوب دولة قطر بجنيف بضرورة تعزيز وحماية حقوق الإنسان للشعب السوداني، وضمان حقه في العيش الكريم وتحقيق تطلعاته المشروعة في السلام والأمن والاستقرار.
وأعربت د. هند عبد الرحمن المفتاح عن أسف دولة قطر لما آلت إليه حالة حقوق الإنسان في السودان نتيجة القتال المستمر، لافتة إلى أنه في الوقت الذي تعبر فيه عن القلق بشأن الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين في العاصمة الخرطوم، وفي ولايات دارفور، وفي مناطق أخرى من السودان، تؤكد على أهمية الوقف الفوري لهذه الجرائم والانتهاكات.
وسلطت تقارير الضوء على انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ارتكبها طرفا الصراع في السودان، وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، إن الأزمة في السودان اليوم "ما تزال تتسم بالتجاهل الخبيث للحياة البشرية"، مشيرًا إلى مقتل ما لا يقل عن (14.6) ألف شخص، وإصابة (26) ألف آخرين، مؤكدًا أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.
