أعلن مرصد أم القرى أن القصف الجوي والمدفعي من جانب الجيش انحسر إلى حد كبير الأيام الماضية، في ذات الوقت نقل شهود عيان عن وضع قوات الدعم السريع للألغام الأرضية، في بعض قرى ومناطق شرق الجزيرة لمنع تقدم الجيش.
يسرد النازحون من شرق الجزيرة روايات صادمة خاصة الفتيات اللائي تعرضن للعنف الجنسي بواسطة قوات الدعم السريع
وأوضح مرصد أم القرى، المعني بمتابعة ورصد الأحداث العسكرية والانتهاكات في ولاية الجزيرة، أن الأوضاع العسكرية لم تتغير على الأرض كثيرًا، هناك بعض التطورات في جوانب معينة.
وقال المرصد إن أهم التطورات في محور الجزيرة من الناحية الشرقية تغيير بعض القادة العسكريين من جانب الجيش في محور الفاو، على المعلومات التي قدمها أبوعاقلة كيكل القائد السابق للدعم السريع بولاية الجزيرة والمنشق عن قوات حميدتي إلى الجيش، حول التعاون قادة عسكريين مع بعض الأطراف.
وأشار المرصد إلى أن وضع قوات الدعم السريع داخل مدينة أم القرى، المنطقة الرئيسية للمحلية أصبح مكشوفًا من الناحية الميدانية، واستهدافها على مرمى نيران الجيش.
وتابع: "قوات الدعم السريع وضعت الألغام في مدينة أم القرى، لأنها ترغب في إبطاء تقدم القوات المسلحة والاعتماد على نظام الإنذار المبكر، مع بقاء قوات قليلة داخل المدينة".
ونفى المرصد انسحاب القوات المسلحة من مواقعها القديمة، وقال إن الجيش عزز دفاعاته بقوات من المستنفرين والقوات المشتركة، وبإمكانها دخول مدينة أم القرى، لكن هناك اعتبارات عسكرية وجغرافية".
وأشار المرصد إلى أن قوات الدعم السريع، تواصل أعمال النهب داخل مدينة أم القرى، وحملة اعتقالات عشوائية لمعظم المتواجدين في المنطقة، كما حشدت قوات إضافية من مناطق أخرى نحو الجبهة الشرقية.
وأوضح مرصد أم القرى، أن قوات الدعم السريع اعتادت في الآونة الأخيرة على ارتكاب الانتهاكات، بالهجوم على القرى والمناطق باستخدام الدراجات النارية، لمجموعات صغيرة، ولم تعد تنفذ هجماتها بالمركبات العسكرية والأسلحة الثقيلة كما درجت.
وحسب المرصد تستمر حركة نزوح المواطنين من محلية أم القرى، بعض القرى نزحت بشكل كامل، وبعضها جزئيًا واصفًا الأوضاع على الأرض بالصعبة، وبحاجة إلى تدخل سريع للمعالجة الإنسانية.
وذكر مرصد أم القرى أن هناك أنباء عن حشود للدعم السريع لمهاجمة منطقة أبو دليق بمحلية شرق الواقعة على الحدود مع البطانة شرق البلاد، وهي بلدة تستضيف النازحين، وسيعمل المرصد على التحقق من هذه الروايات.
وتهاجم قوات الدعم السريع مناطق شرق الجزيرة منذ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2024، عقب إعلان انشقاق قائدها في الولاية أبوعاقلة كيكل، والانحياز إلى القوات المسلحة، ويقول السكان والناشطون إن الهجمات ذات طابع انتقامي.
يسرد النازحون من شرق الجزيرة إلى محليات كسلا وحلفا الجديدة والقضارف والشوك والبطانة، روايات صادمة، خاصة أولئك الفتيات اللائي قد وجهت البنادق إلى وجوههن وأجسادهن من قبل عناصر الدعم السريع، وهم يتحدثون بألفاظ نابية، ويقومون بضربهن بأعقاب البنادق.
يقول العاملون في المجال الصحي في محلية حلفا الجديدة، وهي من أكبر المناطق التي استضافت النازحين من شرق الجزيرة، إن الوضع الصحي والإنساني على وشك الانفجار، خاصة من يقيمون في الملعب الرياضي وسط المدينة، مع نقص الغذاء والرعاية الصحية والصدمات النفسية، جراء العنف والاغتصاب وقتل عائل الأسرة.
ووصف وزير الصحة الاتحادية هيثم محمد إبراهيم، الوضع الإنساني في مناطق نزوح شرق الجزيرة بـ" المأساوي"، وقال مخاطبًا حملات توزيع لقاح الملاريا الإثنين، إن نصف الوفيات بسبب الملاريا من الأطفال الذين نزحوا خلال الحرب، قبل أن يذرف الدموع حزنًا على الوضع الإنساني.