قالت قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي إن من مهام المؤسسات الانتقالية المدنية عقب توقف الحرب في السودان أن تعمل على عزل حزب المؤتمر الوطني "المحلول" والحركة الإسلامية ودعاة الحرب المنخرطين فيها والمحرضين عليها.
أكدت قوى الحرية والتغيير قدرة السودانيين على "هزيمة مخطط الحرب الأهلية التي يقودها حزب المؤتمر الوطني المحلول"
وقال عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير صديق الصادق المهدي في خطاب الجلسة الافتتاحية لاجتماع المكتب التنفيذي للتحالف اليوم بالقاهرة إن "خارطة طريق المستقبل واضحة للعيان ويُرسم على خطاها ويؤسس على لبناتها سودان ما بعد الحرب"، مشيرًا إلى أنه قائم على "تأسيس جيش واحد مهني قومي، وقوات نظامية قومية احترافية تؤدي مهامها وفقًا لأحكام الدستور وخاضعة للمؤسسات الدستورية المدنية ولا تنخرط في السياسة ولا تمارس التجارة".
وعبر عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير صديق الصادق المهدي عن أمله في تكوين مؤسسات حكم مدنية انتقالية في كل مستويات الحكم بمشاركة من أسماهم "كل قوى الثورة والانتقال"، قائلًا إنه لن يُعزل منها إلا "حزب المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته، وعلى رأسها ما يسمى بالحركة الإسلامية السودانية ودعاة الحرب المنخرطين فيها والمحرضين عليها". وأضاف: "تتولى تلك المؤسسات المدنية تحقيق مهام ثورة ديسمبر في الحرية والسلام والعدالة، وتفكيك التمكين، إلى جانب المهام المستحدثة في إعادة الإعمار وجبر الضرر والتعويضات، وكل أعباء تأسيس الحكم الانتقالي، وصولًا إلى انتخابات عامة حرة ونزيهة، بمشاركة كل السودانيين والسودانيات، بأوسع تمثيل لهم ولهن".
وقال المهدي إن إنهاء الحرب يتطلب "وحدة حقيقية للقوى الديمقراطية والمدنية" تتولى مهام إعادة التأسيس وتجاوز آثار الحرب، مضيفًا: "وهو ما تمت بلورته في اجتماعات أديس أبابا الأخيرة".
ولفت القيادي في قوى الحرية والتغيير إلى أن اجتماعات أديس أبابا فتحت الطريق أمام تأسيس تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) ومؤسساتها القيادية بـ"مشاركة فاعلة لقوى الثورة من أحزاب وحركات الكفاح المسلح والنقابات والمجتمع المدني ولجان المقاومة" – على حد قوله.
وشدد صديق الصادق المهدي على ضرورة "الالتزام التام بالعمل بكل جد والتزام صادقين" في استكمال هذه الخطوات وصولًا إلى انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول من أجل "تأسيس إطار شعبي ممتد الجذور عميق الامتداد واسع التمثيل" للسودانيين والسودانيات داخل الوطن بالأقاليم المختلفة ومعسكرات النزوح واللجوء وأبناء المهجر وبناته.
وقال المهدي: "ننظر إلى قوتنا في الحرية والتغيير وتطور الأداء الخاص بناء بوصفه أحد عوامل تقوية تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية وكل التيار الديمقراطي في وطننا المناهض للانقلابات والحروب والغلو والتطرف والإرهاب".
وأوضح صديق المهدي أن اجتماعات قوى الحرية والتغيير في القاهرة –والذي تشارك فيه مكونات قوى الحرية من أحزاب سياسية وحركات كفاح مسلح ونقابات وقوى مدنية، على حد قوله– تناقش عددًا من "الأجندة السياسية والتنظيمية المرتبطة بالحرية والتغيير وسبل تطوير رؤاها وأدوات عملها بما يعزز فعاليتها ويمكنها من استكمال دورها في مهامها التاريخية في لعب دور فاعل في وحدة القوى المدنية".
وأبان صديق الصادق المهدي أن اجتماعات القاهرة تناقش أيضًا رؤى الحرية والتغيير إزاء الأوضاع الإنسانية ومعاناة المواطنين في مناطق الحرب ومواقع النزوح واللجوء ومعاناة السودانيين في الولايات والأقاليم. وتابع: "النقاش يمتد أيضًا إلى تدهور الوضع في مجالات الصحة والأوضاع المعيشية ومعاناة الموظفين وعدم صرف المرتبات، وإيصال المساعدات والعدالة الانتقالية وقضايا الانتهاكات والرؤى الاقتصادية والإعمار وجبر الضرر والتعويضات والإعلام".
وأعرب صديق الصادق المهدي عن الشكر والامتنان لجمهورية مصر العربية على "تسهيل عقد الاجتماع في القاهرة والتعاون التام في كل الإجراءات ذات الصلة". وقال إن قوى الحرية والتغيير حريصة على تعزيز هذا التواصل والتعاون وتمتينه بما يفضي إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام في السودان.
ودعا صديق الصادق المهدي "طرفي الحرب" إلى "التفاوض بحسن نية وصدق ومسؤولية" من أجل إنهاء معاناة الشعب السوداني ووضع حد لهذه "الحرب العبثية الكارثية" التي قال إنها "دمرت البلد ولا يستفيد منها إلا أعداء السودان وشعبه، وعلى رأسهم فلول النظام المباد وحزبه المحلول".
واتهم صديق الصادق المهدي النظام البائد بالتخطيط لجر السودان إلى حرب أهلية، مشيرًا إلى أن "هذه المساعي لن تنجح وسيهزمها السودانيون والسودانيات، كما فعلوا في ثورة ديسمبر وفي أبريل وأكتوبر".