14-سبتمبر-2024
تصنيف الدعم السريع كميليشيا إرهابية

النساء في السودان

وصفت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر، أمس الجمعة، الوضع في السودان بأنه من أبشع الأوضاع التي شهدَتها خلال مسيرتها المهنية في الأمم المتحدة الممتدة على مدار(30) عامًا. 

أوضحت بكر أنها قامت بزيارة لأحد ملاجئ النساء في منطقة ديم عرب في مدينة بورتسودان

وبحسب منصة "أخبار الأمم المتحدة" قالت المسؤولة الأممية في مؤتمر صحفي إن النساء والفتيات جُردن من كل ضرورياتهن الأساسية، وذكرت أن الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية.

وأوضحت بكر أنها قامت بزيارة لأحد ملاجئ النساء في منطقة ديم عرب في مدينة بورتسودان والذي كان من المفترض أن يستوعب بضع مئات من الأشخاص، لكنه يؤوي الآن أكثر من (2000) نازحة، مضيفة أن "هذه بيئة مزدحمة للغاية".

النساء والفتيات في الملجأ يشعرن بسعادة لمجرد وجودهن بين نساء أخريات، بحسب ما أفادت المسؤولة الأممية، وذلك يمكنهن من التجمع، والوصول إلى الخدمات، والتحدث بحرية لأول مرة، بعد أن نزحن عدة مرات.

وتحدثت بكر عن لحظة معينة أثرت فيها كثيرًا أثناء وجودها في بورتسودان، وذلك عندما كانت تجلس بين النساء لسماع قصصهن، بحيث همست لها شابة في أذنها، وأخبرتها بتعرضها للاغتصاب، وتعرضت الشابة التي تبلغ من العمر (20) عامًا للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء، وكانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها.

وقالت المسؤولة الأممية إن خطر المجاعة الذي يهدد أكثر من (26) مليون شخص في السودان، وذكرت أنه "بالنسبة لستمائة ألف امرأة حامل، من المرجح أن تموت (18) ألف نتيجة لهذه المجاعة. وهن لا يعرفن من أين ستأتي وجبتهن التالية".

وفي سياق متصل، أوضحت بكر  أن صندوق الأمم المتحدة للسكان، يشعر بقلق بالغ بشأن العواقب، سواء الفورية أو طويلة الأجل، بالنسبة للنساء والفتيات في السودان، وذلك بالنظر إلى تعقيدات الصراع في هذا البلد.

فيما قالت ليلى بكر إنه من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان بشكل مباشر "فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر - أكثر من الماء، وأكثر من الطعام - هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة"، وزادت بالقول: "إنهن يردن السلام والاستقرار. إنهن يردن ألا يعشن هذه التجربة مرارًا وتكرارًا".