تظاهر الآلاف وسط العاصمة الخرطوم ضد الحكم العسكري اليوم الخميس، فيما استخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين وصلوا إلى شارع القصر الرئاسي.
جاءت التظاهرات تحت شعار "الحياة الكريمة للسودانيين" في إشارة إلى التدهور الاقتصادي وتدهور البنية التحتية والوضع الأمني
وجاءت التظاهرات بدعوة من تنسيقيات لجان المقاومة بمدينة الخرطوم تحت شعار "الحياة الكريمة للسودانيين" في إشارة إلى تدهور الوضع الاقتصادي والحياة العامة على خلفية السيول التي اجتاحت (15) ولاية سودانية.
وتجمع الآلاف في "محطة باشدار" بحي الديوم الشرقية جنوبي الخرطوم وهو مركز رئيس للتجمعات السلمية المناوئة للحكم العسكري الذي يستمر في شهره التاسع وسط أوضاع اقتصادية مزرية وتدهور البنية التحتية في البلاد.
ووصل الموكب إلى محطة شروني للحافلات في وسط الخرطوم قبالة شارع القصر، لكن تمركز القوات الأمنية في هذه النقطة جعل مهمة وصوله إلى القصر الرئاسي صعبة للغاية مع إطلاق مكثف للغاز المسيل للدموع.
ومنذ مطلع الشهر الجاري درجت القوات الأمنية على استخدام "تكتيك جديد" بإرسال شاحنات مدرعة على متنها عناصر تطلق عبوات الغاز بكثافة، ويحول هذا التكتيك دون مرور المواكب السلمية إلى القصر الرئاسي.
وتأتي هذه الاحتجاجات المناوئة للحكم العسكري وسط تحركات سياسية لتأسيس إعلان دستوري بين مجموعتين سياسيتين هما قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) وقوى "التوافق الوطني".
ويقول قادة الحراك السلمي إنهم يتطلعون إلى صياغة ميثاق لتوحيد قوى الثورة الشعبية وإنهم غير معنيين بالإعلان الدستوري ويؤكدون ضرورة الإطاحة بالعسكريين قبل أيّ خطوة.
سماهرة وهي إحدى من الفتيات اللائي درجن على التظاهر وتلبية دعوات لجان المقاومة تقول لـ"الترا سودان" إن التظاهرات لن تتوقف قبل إنصاف ضحايا الانتهاكات التي يرتكبها العسكريون فلا يمكن بالنسبة لهذه الفتاة أن يتم طي هذه الصفحة من دون تحقيق العدالة.
وتتمسك سماهرة بالقصاص لضحايا الانتهاكات التي بدأت في فترة ما قبل سقوط عمر البشير وقضية فض اعتصام القيادة العامة وبعد الانقلاب العسكري في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وحتى خلال الفترة الانتقالية.
وطاردت القوات الأمنية المتظاهرين في الشوارع، خاصةً في حي الخرطوم 3 والخرطوم 2 مع أنباء عن اعتقال العشرات.
ويحاول المتظاهرون وضع حد للانقلاب العسكري بالوصول إلى القصر الرئاسي مقر مجلس السيادة الانتقالي الذي يهيمن عليه المكون العسكري.
ولمنع تقدم "المدرعات الأمنية" وضع المتظاهرون الحجارة والكتل الصلبة في الشوارع وأضرموا النار في الإطارات وهي طرق تساعدهم في تجنب الوقوع في "الكمين الأمني".
الشوارع التي سلكها المتظاهرون إلى القصر كانت مغلقة بالحجارة والكتل الصلبة ورغم ذلك تمكنت الشاحنات الأمنية من إبعادها في بعض الطرقات، وقال شهود إن القوات الأمنية حاصرت بعض المتظاهرين في حي الخرطوم 3 وسط مخاوف من تعرضهم للاعتقال.
وأفادت همس وهي متظاهرة - أفادت "الترا سودان" بأنها نجت بأعجوبة من كمين أمني في حي الخرطوم 3 بعد أن ركضت بسرعة ووصلت إلى محيط مستشفى الجودة جنوبي العاصمة قريبًا من منزلها.