11-مايو-2024
قوة مسلحة من الجيش

قال منسق الإغاثة الطارئة التابع للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إن نيران الحرب في السودان تهدد بابتلاع الفاشر، مشيرًا إلى أن التقارير التي تفيد بتصاعد حدة الاشتباكات في عاصمة ولاية شمال دارفور، تثير "بالغ القلق" إزاء تطور الأحداث هناك. وكانت قد دارت معارك كبرى أمس الجمعة في مدينة الفاشر عقب تدوين مدفعي وتقدم للدعم السريع التي تحاصر المدينة الأهم في إقليم دارفور من عدة اتجاهات.

تحذيرات المسؤول الأممي تنضاف إلى العديد من التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة وغيرها من الجهات لوقف التصعيد في الفاشر

تحذيرات المسؤول الأممي تنضاف إلى العديد من التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة وغيرها من الجهات لوقف الهجمات على الفاشر، العاصمة الأخيرة من عواصم ولايات إقليم دارفور التي لم تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وكان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان والسعودية وقطر والإمارات قد حذروا من أي تصعيد في الفاشر التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين.

وأسفرت المعارك التي وصفت بأنها الأعنف منذ بدء الحرب في مدينة الفاشر عن إصابات وسط المدنيين وقتلى امتلأت بهم المستشفى الجنوبي للمدينة بحسب ما نقلت تنسيقية لجان المقاومة، واتهم قائد حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي الذي يشغل منصب حاكم الإقليم قوات الدعم السريع باتباع سياسة الأرض المحروقة في هجومها على الفاشر، قائلًا إنها خربت محطة كهرباء المدينة جزئيًا أثناء هجومها من الاتجاه الشرقي.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن المستشفى الجنوبي بمدينة الفاشر، استقبل نتيجة الاقتتال العنيف يوم أمس الجمعة، (160) مصابًا، بينهم (31) امرأة و(19) طفلًا. وأكدت في تحديث مقتضب مساء السبت، إن المرضى ما يزالون يتوافدون إلى المستشفى بحالات حرجة وبحاجة ماسة للعلاج.

ونجحت الحركات المسلحة والجيش السوداني وبقية القوات النظامية في صد هجوم الدعم السريع على مدينة الفاشر الذي تم من محورين الشرقي والغربي للمدينة، وقالت القوة المشتركة للحركات المسلحة إنها كبدت قوات الدعم السريع خسائر في العتاد والأرواح، وذلك عقب معركة استمرت لعشر ساعات أسمتها الحركات "معركة النفس الطويل".

وهدأت الأوضاع في مدينة الفاشر اليوم السبت، حيث تراجعت قوات الدعم السريع إلى قواعدها، وسط مخاوف من حشد جديد لهجوم كبير على المدينة ذات الأهمية الإستراتيجية لجميع أطراف الحرب المستمرة منذ عام في السودان.

وقال منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة إن الناس في دارفور يحتاجون لمزيد من الغذاء "وليس القتال"، وشدد على أن الأطراف المتقاتلة يتوجب عليها أن تفي بالتزاماتها بالحفاظ على سلامة المدنيين ووقف التصعيد فورًا.

وتمر مدن دارفور ولا سيما الفاشر بظروف إنسانية بالغة التعقيد فاقمتها الحرب وهجمات الدعم السريع التي دفعت عشرات الآلاف من المواطنين للنزوح إلى داخل المدينة، في معسكرات النزوح القائمة منذ حرب دارفور في العقد الأول من الألفية.

قوات الدعم السريع في بيان لها على خلفية المعركة اطلع عليه "الترا سودان"، اتهمت الجيش السوداني والحركات المسلحة بالهجوم على قواتها المرابطة في الفاشر بولاية شمال دارفور، قائلة إن هذه القوات تسللت إلى مواقع ارتكازات الدعم السريع وهاجمتها عبر ثلاثة محاور. وقال البيان إن هذه الهجمات أدت إلى وقوع إصابات وسط المدنيين في الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين وفرار الآلاف إلى خارج المدينة.

وقالت قوات الدعم السريع إنها صدت (22) هجومًا في الفاشر خلال الأيام الماضية. وأوضحت أنها التزمت منذ شهر آذار/مارس الماضي بعدم التقدم نحو مقر قيادة القوات المسلحة بوسط المدينة، متهمة الطرف الآخر بالهجوم "كل يوم" دون مراعاة لتواجد المدنيين ومعسكرات النازحين.

وفي مقطع فيديو بثته منصات القوات المسلحة السودانية على مواقع التواصل الاجتماعي، تفقد قائد الفرقة السادسة مشاة المرابطة بمدينة الفاشر، جرحى قواته في معركة الأمس، وقال مخاطبًا الجرحى، إن القوات المسلحة تقاتل من أجل الوطن والأرض والعرض " بخلاف مليشيا دقلو أخوان التي تقاتل من أجل النهب والسرقة"، بحسب تعبيره. قائلًا إن قسم التخرج والولاء للوطن أمانة عظيمة على عنق كل منسوبي القوات المسلحة و"دونه الأرواح".

واستمع قائد الفرقة السادسة مشاة والوفد المرافق له إلى تقرير من قائد السلاح الطبي مطمئنًا على استقرار الحالة الصحية للمصابينن ومؤكدًا أن القوات المسلحة والقوات المشتركة من حركات الكفاح على أهبة الاستعداد لحسم قوات الدعم السريع التي يصفها بـ"المليشيا الإرهابية"، والتي قال إنها تتبنى مشروعًا أجنبيًا لتدمير مقدرات البلاد.