طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في ما قالت إنها جرائم ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها في ولاية غرب دارفور.
وشهدت ولاية غرب دارفور أعمال عنف واسعة النطاق عقب اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتُتهم قوات الدعم السريع والقبائل المتحالفة معها في الولاية بجريمة قتل والي الولاية رئيس حركة التحالف السوداني خميس أبكر.
"هيومن رايتس ووتش": قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها أعدمت (28) فردًا على الأقل من إثنية المساليت
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير لها اليوم اطلع عليه "الترا سودان"، إن قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها أعدمت (28) فردًا على الأقل من إثنية المساليت وقتلت وجرحت عشرات المدنيين بولاية غرب دارفور في 28 أيار/مايو 2023.
وشددت المنظمة الدولية على ضرورة اعتماد رد دولي أقوى على النزاع الذي قالت إنه "آخذ في الاتساع".
وطالبت الأطراف المتحاربة بوقف مهاجمة المدنيين والسماح بوصول آمن للمساعدات، وأضافت: "ينبغي لمكتب مدعي عام "المحكمة الجنائية الدولية" التحقيق في هذه الهجمات كجزء من تحقيق مكتبه في دارفور".
وكانت مصادر متعددة قد كشفت عن هجوم واسع لميليشيات مسلحة مدعومة من الدعم السريع على ولاية غرب دارفور وحاضرتها الجنينة، حيث قتلت أعداد كبيرة من المدنيين فيما نزح عشرات الآلاف إلى خارج الولاية فرارًا من أعمال العنف واسعة النطاق.
وقالت هيومن رايتس ووتش: "يُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات الكشف عن الحرائق احتراق ست بلدات وقرى أخرى في غرب دارفور، منها مولي، ومورني، وجوكور" - حد قولها.
وكانت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في "جنيف" رافينا شمداساني قد قالت في 25 حزيران/يونيو المنصرم، إن المقابلات التي أجريت مع أشخاص فروا من الجنينة بغرب دارفور إلى مدينة أدري في تشاد كشفت عن روايات مروعة عن قيام "مليشيات عربية مسلحة" مدعومة من قوات الدعم السريع بقتل أشخاص فروا من الجنينة سيرًا على الأقدام.
وبحسب التقرير حاصرت قواتُ الدعم السريع وميليشيات عربية مدينة مستري بغرب دارفور في 28 أيار/مايو الماضي، على دراجات نارية وخيول وشاحنات "بيك-أب"، واشتبكت مع مقاتلي المساليت. وأطلق المهاجمون النيران من البنادق الهجومية، ومدافع الصواريخ المباشرة، والرشاشات المثبتة على الآليات على سكان البلدة الذين حاولوا الفرار.
وبعد انسحاب القوات المهاجمة دفن الأهالي رفات (59) شخصًا على الأقل في مقابر جماعية. وقال مسؤولون محليون إنه تأكد في وقت لاحق مقتل (97) شخصًا، بينهم أفراد في قوة الدفاع الذاتي. وسجّلت هيومن رايتس ووتش مقتل قرابة (40) مدنيًا، بينهم امرأة، وإصابة (14) مدنيًا، بينهم خمس نساء وأربعة أطفال.
ونزح أكثر من (300) ألف شخص داخل غرب دارفور وحدها، وفر (180) ألفًا آخرون إلى تشاد معظمهم من قبائل المساليت، وأوضح التقرير أن الاستجابة الإنسانية في تشاد تشهد "نقصًا كبيرًا في التمويل".
جان-باتيست غالوبان: تعكس روايات الناجين من الهجمات الأخيرة في غرب دارفور الرعب، والدمار، واليأس في دارفور قبل 20 عاما
وقال باحث أول في الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش جان-باتيست غالوبان: "تعكس روايات الناجين من الهجمات الأخيرة في غرب دارفور الرعب، والدمار، واليأس في دارفور قبل 20 عاما. على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق في هذه الانتهاكات الشنيعة، وعلى شركاء السودان الدوليين والإقليميين معاقبة قوات الدعم السريع وقادة الميليشيات العربية المسؤولين عن هذه الهجمات".
يذكر أن ولاية غرب دارفور شهدت بشكل متكرر الأعوام الماضية مجموعة من الهجمات المسلحة للميليشيات القبلية أسفرت عن مقتل ونزوح العديد من المواطنين، فيما تقول قوات الدعم السريع إنها تقف على الحياد من الصراع، واصفة إياه بـ"القبلي".