11-أكتوبر-2024
حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي

قائد حركة جيش تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي

كتب قائد حركة جيش تحرير السودان، حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ردًا مطولًا على خطاب قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، الذي عاتب فيه مناوي على القتال في ولاية شمال دارفور، متهمًأ إياه بمهاجمة قواته، وخروجهم على الحياد الذي تبنته الحركة بادئ الأمر.

تقاتل قوات حركة جيش تحرير السودان التي يقودها مناوي إلى جانب الجيش السوداني

مناوي الذي يشغل منصب حاكم إقليم دارفور بالحكومة السودانية، تقاتل قواته إلى جانب الجيش السوداني في إقليم دارفور، ضمن ما يعرف بالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، والتي تُنسب لها أدوار كبرى في الدفاع عن مدينة الفاشر ضد هجمات قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على المدينة الإستراتيجية في إقليم دارفور.

وقال مناوي في رده المكتوب على حديث قائد الدعم السريع، إن الحرب بدأت في لحظة واحدة في كل السودان، بما في ذلك الفاشر. مشيرًا إلى أنه كان قد طلب من الرئيس التشادي أن يبلغ حميدتي بعدم نقل الحرب إلى دارفور وليس الفاشر وحدها. ولفت إلى المجازر التي حدثت في ولاية غرب دارفور على يد قوات الدعم السريع.

قائد حركة جيش تحرير السودان اتهم قائد الدعم السريع بمحاولة تضليل الرأي العام حول تفاصيل الحرب التي اندلعت منذ منتصف نيسان/أبريل 2023. وفي حديثه، فنّد مزاعم حميدتي قائلًا إن الهجوم على مدينة الفاشر بدأ في اللحظات الأولى لاندلاع الحرب صبيحة 15 نيسان/أبريل 2023، حينما استولت قوات الدعم السريع على مستشفى الأطفال في حي المصانع بالمدينة، مما أدى إلى تدمير المستشفى ونصب المدافع بداخلها، الأمر الذي اضطر الأطباء إلى نقل الأطفال المرضى إلى موقع. كما أشار إلى أن قوات حميدتي لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت في استهداف المستشفيات والمدارس والمناطق السكنية، مما أدى إلى تشريد الآلاف من المدنيين، الذين يقيمون الآن في العراء بعد أن أجبرتهم الهجمات على ترك منازلهم.

وأضاف مناوي أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بأي اعتبارات إنسانية خلال عملياتها العسكرية في إقليم دارفور، مشيرًا إلى أن الفاشر لم تكن المدينة الوحيدة التي تعرضت لتدمير واسع من قبل هذه القوات. وأوضح حاكم إقليم دارفور أن هجمات الدعم السريع شملت مناطق أخرى في دارفور، مثل مدينة نيالا التي تضم أكبر معسكر للنازحين بالإقليم، بالإضافة إلى المعسكرات في زالنجي والجنينة، حيث تعرضت الأخيرة - وفقًا لمناوي - للإبادة أكثر من ثلاث مرات على يد قوات الدعم السريع تحت غطاء الحرب الأهلية. كما اتهم قوات حميدتي بشن هجمات على معسكر كساب للنازحين في كتم، ومعسكر نيم في الضعين، ومعسكر النازحين في الطويلة، حيث دمرت هذه القوات القرية والسوق بالكامل.

وكشف مني أركو مناوي عن محاولات من حميدتي لعقد صفقات معه، موضحًا أنه رفض عرضًا بتقاسم رئاسات فرق الجيش في دارفور مقابل إبقائه في منصب الحاكم بصلاحيات أكبر وتمويل إضافي. وأضاف أنه رفض هذه العروض التي وصفها بأنها تهدف إلى "شراء الذمم"، مؤكدًا أن رفضه كان نابعًا من التزامه الوطني.

وتطرق حاكم إقليم دارفور إلى لقاء جمعه مع حميدتي قبل اندلاع الحرب بأيام قليلة، حيث حذره من إشعالها، وأكد له أن النزاع سيؤدي إلى "الانهيار الكامل" للسودان، إلا أن حميدتي رفض هذا التحذير، وقال طبقًا لمناوي: "من يحب الخرطوم كثيرًا يمكن أن يستلمها رمادًا".

واستنكر حاكم إقليم دارفور محاولة قائد الدعم السريع تحميله مسؤولية الدمار في الفاشر، مؤكدًا أن الحرب كانت نتيجة مباشرة لقرارات حميدتي.

وفي ختام رده المطول دعا مناوي حميدتي إلى تحمل مسؤوليته وإعادة النظر في موقفه، مقترحًا عليه وقف الحرب فورًا وإنهاء التدمير الذي تشهده البلاد. وطالبه بأن يحرق "كل الالتزامات الخارجية"، مشيرًا إلى أن حميدتي نفسه كان يتساءل أمام المجتمع الدولي عن سبب تدمير السودان، في حين أن قواته تلعب دورًا محوريًا في هذا الأمر.

وأضاف: "أخيرًا، أرجو منك أن تهتدي بالسؤال الذي سألته للمجتمع الدولي: "لماذا دمرتم بلادنا؟" أنت الآن بدأت تفيق من غيبوبة، قم بمبادرة وطنية وأحرق كل الالتزامات الخارجية، وأنقذ ما تبقى من السودان".

حديث مناوي يأتي عقب يوم من خطاب مطول لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، طاف فيه على أسباب الحرب في السودان والأحداث التي أدت إليها، ملقيًا باللائمة على النظام القديم ومكونات إثنية في السودان ودول أجنبية تدعم الجيش السوداني والمجتمع الدولي وحكومات في الإقليم، قائلًا إنهم يدافعون عن أنفسهم في الحرب القائمة منذ عام ونصف في السودان.

وكان حميدتي قد أشار إلى أن أسرته هو ومناوي تقيم في منطقة واحدة في إقليم دارفور، متسائلًا عن لماذا يتقاتلون وهم أبناء منطقة واحدة.

حميدتي في خطابه المطول الذي أتى عقب تلقيه هزائم قاسية من الجيش السوداني والقوة المشتركة في عدد من المحاور، ناشد قواته بالحشد لمرحلة جديدة في الحرب، مطالبًا إياهم بعدم التصوير في الفترة المقبلة، الأمر الذي أثار مخاوف من ارتكابهم لمزيد من الانتهاكات بحق المدنيين في السودان.