31-مايو-2024
آثار دمار في الخرطوم

شهدت العاصمة الخرطوم أعنف المعارك بين الجيش والدعم السريع (Getty)

قالت القوات المسلحة السودانية إنها نفذت عملية نوعية ناجحة فجر اليوم في مدينة بحري. فيما أعلنت الدعم السريع التصدي للهجوم، في بيان أصدرته في وقت متأخر من نهار اليوم الجمعة.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وصلت فيها القوات المسلحة إلى عمق مدينة بحري التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، لا سيما منطقة الحلفايا، بحسب مصادر من القوات المسلحة.

العمليات للجيش في مدينة بحري هي الأولى من نوعها منذ منتصف العام الماضي

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش إنهم دمروا عددًا كبيرًا من آليات العدو وخلفوا العديد من القتلى من قادة وعناصر قوات الدعم السريع التي تصفها الحكومة السودانية بأنها "ميليشيات متمردة". واحتسبت القوات المسلحة سبعة من ضمن صفوفها وجرح (28).

العمليات للجيش في مدينة بحري هي الأولى من نوعها منذ منتصف العام الماضي، حيث فشلت في استعادة السيطرة على المدينة التي تشكل العاصمة القومية المثلثة مع أم درمان والخرطوم.

قوات الدعم السريع قالت إنها تصدت لما وصفتها بـ"المغامرة اليائسة" لعبور جسر الحلفايا باتجاه مدينة بحري، وأعلنت أنها أسقطت طائرة حربية من نوع "أبابيل" كانت ضمن الإسناد الجوي للقوات المسلحة السودانية.

وأضاف بيان الدعم السريع: "تكبدت قوات العدو خسائر في الأرواح، بلغت أكثر من 500 قتيل، وتدمير عدد (2) دبابة، ورِتل من المركبات القتالية، وتم الاستيلاء على كميات من الأسلحة والذخائر"، حد قولها.

ولم تكشف القوات المسلحة عن أهداف العملية، ولكن مصادر تؤكد أنها ضمن سلسلة من الهجمات التي ستنفذها القوات المسلحة خلال الأيام المقبلة ضمن محاولاتها لاستعادة السيطرة على كامل العاصمة الخرطوم.

وبثت القوات المسلحة مقاطع فيديو لكبري الحلفايا والمنطقة المحيطة به، قالت إنها التقطت "عقب نجاح القوات المسلحة في تدمير منصات ومواقع مليشا آل دقلو الإرهابية خلال العملية النوعية صباح اليوم".

وتزامنت العملية التي أطلقتها القوات المسلحة السودانية صباح اليوم الجمعة مع قصف مدفعي مكثف لقوات الدعم السريع على المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة في مدينة أم درمان. وهو ما أكدته تنسيقية لجان المقاومة في كرري التي قالت إن القصف طال منطقة الثورات، كما كشفت عن سقوط أربع قذائف في الثورة (29).

الجيش السوداني الذي يقاتل الدعم السريع منذ عام في العاصمة الخرطوم والعديد من الولايات، استطاع مؤخرًا استعادة بعض المواقع المهمة في أم درمان، ويحاول التوسع في بقية مدن العاصمة التي توقفت الحياة فيها جراء الحرب.

وفشلت منابر دولية ومبادرات محلية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتطالب القوات المسلحة بخروج الدعم السريع من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين قبل العودة لأي منبر تفاوضي، وذلك على الرغم من الضغوطات الكبيرة التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية على الجيش للعودة إلى طاولة التفاوض، كانت آخرها مكالمة من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان.

بلينكن طالب البرهان بالعودة إلى منبر جدة، ولكن نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار أعلن رفض السلطات السودانية العودة إلى المنبر، مشيرًا إلى فشل الجولات السابقة، منتقدًا في الوقت ذاته طلب بلينكن الذي وصفه بأنه ""استخفاف واستحقار لا يقبله أحد".