03-يوليو-2023
الاشتباكات أسفرت عن قتلى جثثهم ملقية في شوارع الخرطوم لم تتوفر فرصة لدفنها (Getty)

الاشتباكات أسفرت عن قتلى جثثهم ملقية في شوارع الخرطوم لم تتوفر فرصة لدفنها (Getty)

لا يمكن وضع تقديرات لعدد الجثث الملقاة في العراء في شوارع العاصمة الخرطوم، خاصة بعد معارك جنوب الخرطوم حيث تحدث شهود عن وجود جثث جنود لقوات الدعم السريع وبعض المدنيين لا يمكن الوصول إليها لدفنها أو نقلها إلى مشرحة لتعذر عمل فرق الإنقاذ.

ميدانيًا يمكن للجنة الدولية للصليب الأحمر العمل والمساعدة في جمع الجثث بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوداني، لكن منذ شهر مع تزايد الخطورة الأمنية هناك قيود شديدة على عمل فرق الإنقاذ.

مواطن لـ"الترا سودان": معركة الاحتياطي أسفرت عن قتلى في شوارع رئيسية بالكلاكلة اللفة

قال المواطن منتصر من حي الكلاكلة في حديث لـ"الترا سودان"، إن معركة الاحتياطي أسفرت عن قتلى في شوارع رئيسية بالكلاكلة اللفة، وشاهد السكان بعض الجثث الملقاة على الشوارع لم يتمكنوا من الاقتراب منها لأسباب عديدة من بينها الخوف من أن يكونوا هدفًا للقناصة.

يقول هذا الشاب لـ"الترا سودان" إن السكان الذين يقيمون قرب هذه الشوارع قرروا التحرك ودفن هذه الجثث في أقرب موقع مع اتخاذ إجراءات أولية مثل تصوير الوجه والتأكد من مستنداته إذا كانت بحوزته، أما إذا كانت الجثة متحللة لا يمكن اتخاذ أي إجراء لعدم إلمام المواطنين بمثل هذه البروتوكولات.

منذ دفن بعض الجثث في منطقة الشقيلاب مطلع أيار/مايو الماضي لم تعلن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أي نشاط في هذا الصدد، خاصة في العاصمة السودانية حيث تستعر المعارك وتنعدم الممرات الآمنة.

استعرت الاشتباكت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عقب هدنة عيد الأضحى (Getty)
استعرت الاشتباكت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عقب هدنة عيد الأضحى (Getty)

أما في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور ذكر ناجون من مجزرة منتصف حزيران/يونيو الماضي بعد وصولهم إلى مدينة أدري التشادية أنهم "شاهدوا الجثث وهي ملقاة في شوارع المدينة التي شهدت اجتياحًا مسلحًا لمليشيات مدعومة من الدعم السريع.

الجثث التي ما تزال ملقاة في بعض شوارع الجنينة تحللت وبقيت كما هي دون تحرك لدفنها أو تقييدها في سجلات في المشارح لانعدام المرافق الصحية في مدينة الجنينة وضواحيها، والتي شهدت أعمال عنف غير مسبوقة وما تزال بعيدة عن العودة للحياة المعتادة كما يقول ناشطون.

يقول محمد أبوبكر وهو ناشط في مدينة الجنينة لـ"الترا سودان"، إن هناك مناشدات أطلقت لدفن الجثث الملقاة في الشوارع. هناك بعض الاستجابة لكن العدد الأكبر من الجثث ما يزال في العراء، في ظل مخاوف من أن تنهشها الكلاب الضالة.

https://t.me/ultrasudan

ويقول مدافعون حقوقيون ومنظمو حملة مجموعة سودانية لضحايا الاختفاء القسري، إن هناك مناشدات وصلت إلى المجموعة للوصول إلى جثث داخل المنازل في الخرطوم، لا يمكن الوصول إليها بسبب الوضع الأمني.

وأكد عضو المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري عثمان البصري في حديث لـ"الترا سودان"، أن هناك شكاوى وردت إليهم من مختلف أحياء العاصمة بوجود جثث في الشوارع، ورغم تطوع بعض السكان بدفن بعضها لكن هذه العملية من مهام اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ويرى البصري أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تقم بدورها منذ دفن ثماني جثث في منطقة الشقيلاب جنوب الخرطوم في أيار/مايو الماضي.

غادر مئات الآلاف العاصمة بسبب الاشتباكات ويقيم بعضهم بمعسكرات نزوح مؤقتة في ولاية الجزيرة (Getty)
غادر مئات الآلاف العاصمة بسبب الاشتباكات ويقيم بعضهم بمعسكرات نزوح مؤقتة في ولاية الجزيرة (Getty)

ويقول البصري إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر متقاعسة عن دورها في دفن الجثث وإيجاد الممرات الآمنة، ومكتبها القطري في السودان "غير فعال" ويتعامل ببرود مع الحرب.

ويضيف: "مشارح مستشفيات بشائر جنوب الخرطوم ومستشفى أمبدة في أم درمان كانتا تحت الخدمة حتى وقت قريب، لكن الصليب الأحمر لم يهتم بملف الجثث ولم ينقلها إلى تلك المشارح لأنها لا تعمل بالمستوى المطلوب".

ولم يتسن لمراسل "الترا سودان" الحصول على تعليق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر للرد على هذه الاتهامات.

عضو بالمجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري لـ"الترا سودان": النزاع المسلح في السودان يفتقر للمعايير الإنسانية حتى مع توقيع الجيش والدعم السريع على اتفاق الملف الإنساني

ويقول أحمد عثمان المدافع الحقوقي في حديث لـ"الترا سودان"، إن النزاع المسلح في السودان يفتقر للمعايير الإنسانية حتى مع توقيع الجيش والدعم السريع على اتفاق الملف الإنساني في جدة في العاشر من أيار/مايو 2023، إلا أنهما لم يصمدا كثيرًا في الالتزام بالاتفاق.

وحتى اتفاقية جنيف فيما يتعلق بحقوق الإنسان أثناء الحروب لا تنفذ لأن الانتهاكات في تطور خطير مثل عمليات الاختطاف والاحتجاز، وحتى منع نقل الجثث بواسطة المواطنين إلى المقابر من قبل قوات تتبع للدعم السريع. وهي انتهاكات رصدت في بعض أحياء العاصمة السودانية وفقًا لعثمان.