وجهت السلطات الأميركية اتهامات ضد شقيقين سودانيين، اليوم الأربعاء 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024، بتشغيل "أنونيموس سودان". وأفادت لائحة اتهام هيئة المحلفين الكبرى أن أحمد صلاح يوسف عمر وأخاه علاء صلاح يوسف عمر يواجهان تهم التآمر وإلحاق الأضرار بأنظمة الحواسيب. ويواجه الأخوان احتمال السجن المؤبد إذا تمت إدانتهما.
وُصفت أنونيموس سودان بأنها من أكثر مجموعات الهجمات السيبرانية تأثيرًا في التاريخ
مجموعة "أنونيموس سودان" أثارت جدلاً كبيرًا على الساحة العالمية بسبب طبيعة الهجمات السيبرانية التي نفذتها والتي تعبر عن آيدلوجيا سودانية مقاومة ووطنية، وهاجمت أهدافًا في كينيا لوقوفها مع الدعم السريع، كما تدعم المجموعة القضية الفلسطينية بشكل علني، وهاجمت أهدافًا في دولة الاحتلال الإسرائيلي، أشهرها الهجمات الناجحة التي نفذتها عقب عملية طوفان الأقصى العام الماضي.
وكشفت لائحة اتهام أميركية عن توجيه اتهامات ضد اثنين من المواطنين السودانيين بتشغيل "أنونيموس السودان" الإلكترونية، وقال مكتب المدعي العام الأميركي إن المجموعة مسؤولة عن عشرات الآلاف من هجمات تعطيل الخدمة (DDoS) ضد البنية التحتية الحيوية والشبكات الحكومية في الولايات المتحدة والعالم.
وبحسب مكتب المدعي العام الأميركي، المتهمان أحمد صلاح يوسف عمر (22 عامًا) وعلاء صلاح يوسف عمر (27 عامًا) وُجهت لهما تهم بالتآمر لتدمير أجهزة كمبيوتر محمية. وُجه لأحمد أيضًا ثلاث تهم إضافية.
ووصفت "واشنطن بوست" مجموعة "أنونيموس سودان" بأنها من أكثر مجموعات الهجمات السيبرانية تأثيرًا في التاريخ، ويُعتقد أنها مسؤولة عن تنفيذ (35) ألف هجوم خلال عام واحد.
تعتبر مجموعة "أنونيموس سودان" نفسها جزءًا من المقاومة الرقمية، مستغلة قدراتها التقنية لدعم الشعوب المضطهدة، وفقًا لما تعلنه عبر منصاتها. ومن خلال تعطيل نظام الإنذار الإسرائيلي، سعت "أنونيموس سودان" إلى إظهار التضامن مع الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال. ولم تقتصر أعمال المجموعة على فلسطين فقط، بل استهدفت أيضًا مواقع حكومية في دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة.
اتهمت السلطات الأميركية الأخوين السودانيين بتشغيل مجموعة "أنونيموس سودان"، التي جمعت (80) ألف مشترك على تطبيق "تليغرام"، وقامت بشل مواقع كبرى مثل "مايكروسوفت"، و"أوبن أيه آي"، و"باي بال" منذ كانون الثاني/يناير 2023. ويتهمهم المدعي العام الأميركي بتنفيذ الهجمات بمساعدة ثلاثة أفراد من السودان.
وقال المدعي العام لمنطقة لوس أنجلوس، مارتن إسترادا، إن المجموعة كانت مدفوعة في معظمها بإيديولوجية قومية سودانية. قبض على الأخوين في آذار/مارس الماضي وهما قيد الاحتجاز منذ ذلك الحين. ولم يُفصح إسترادا عن الدولة التي تحتجزهما أو عن أي تفاصيل تتعلق بإمكانية تسليمهما إلى الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق لعملية طوفان الأقصى، اخترقت مجموعة "أنونيموس سودان" مواقع مصارف إسرائيلية ومكتب البريد الإسرائيلي، مما أدى إلى تعطيل بعضها. استهدفت المجموعة بنوكًا تتبع للاحتلال، إضافة إلى البريد الإسرائيلي. وسبق أن استهدفت "أنونيموس سودان" مواقع تعليمية إسرائيلية، منها جامعات ومعاهد كبرى، عبر إغراق الخوادم وتعطيلها. كما نفذت المجموعة هجمات على شركات إسرائيلية متخصصة في الأمن السيبراني.
وخلال الحرب السودانية، شنّت مجموعة "أنونيموس السودان" هجمات إلكترونية على مواقع حكومية لدول تعتبرها معادية للدولة السودانية، وخاصة في كينيا خلال تموز/يوليو 2023، وذلك ردًا على دعم كينيا لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ نيسان/أبريل 2023، وترتكب انتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين في السودان.