10-يونيو-2024
مواطنون سودانيون نازحون

أزمة النزوح في السودان

قالت منظمة الهجرة الدولية أن عدد النازحين جراء الحرب في السودان قد يكسر حاجز الـ (10) ملايين في الأيام المقبلة، مشيرة إلى تعقد أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم، مع تفاقم المجاعة والأمراض التي تلوح في الأفق إثر الصراع المستمر.

بحسب تقرير حديث سجلت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة  والتي تصدر إحصائيات أسبوعية، (9.9) مليون نازح داخليًا في جميع ولايات السودان

وبحسب تقرير حديث، سجلت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، والتي تصدر إحصائيات أسبوعية، (9.9) مليون نازح داخليًا في جميع ولايات السودان البالغ عددها (18) ولاية هذا الأسبوع، و(2.8) مليون قبل حرب نيسان/ أبريل 2023، و(7.1) مليون منذ ذلك الحين، ويجدر الذكر بأن أكثر من نصف جميع النازحين داخلياً هم من النساء، وأكثر من ربعهم من الأطفال دون سن الخامسة.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان، تفاقمت معاناة النازحين الذين فقدوا منازلهم ومصادر دخلهم الأساسية جراء الحرب، فيما تعرضت ممتلكاتهم للنهب والسرقة، مما يجعلهم يواجهون ظروف اقتصادية قاسية.

وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة "تخيل مدينة بحجم لندن تنزح. هذا هو الحال، لكنه يحدث تحت تهديد مستمر بتبادل إطلاق النار، والمجاعة والمرض والعنف العرقي والعنف القائم على النوع الاجتماعي." وأتبعت "إن الاحتياجات الإنسانية في السودان هائلة وماسة، ويتعين الإيفاء بها فورًا، ومع ذلك لم يتم تقديم سوى 19% من الأموال التي طلبناها، مطلوب جهود دولية موحدة لتجنب المجاعة التي تلوح في الأفق."

واضطر نحو(12) مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، فيما عبر أكثر من مليوني شخص الحدود إلى البلدان المجاورة، وخاصة إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.

وتشير تقارير إلى توثيق انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك اللجوء إلى العنف العرقي والاغتصاب والاغتصاب الجماعي كأدوات حرب. ويحاول 70% من الأشخاص الذين أجبروا على النزوح في السودان البقاء على قيد الحياة في أماكن على شفا المجاعة، وسط صعوبات في وصول المساعدات الإنسانية، مع تحذيرات من اقتراب موسم الأمطار الذي قد يؤدي إلى كوارث مرتبطة بالمناخ وتفشي الأمراض.

وجدير بالذكر أن اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات أصدرت تحذيرًا من اقتراب الوضع في السودان من الوصول إلى مستويات كارثية.

وأدى الصراع في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إلى حصار ما لا يقل عن (800) ألف مواطن بين نيران الحرب، ووصفت اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الوضع بأنه "هجوم بلا رحمة من القتال والقصف الجوي". 

وقال المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عثمان البلبيسي: "تم إغلاق الطرق الأساسية خارج الفاشر، مما يمنع المدنيين من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا، وفي الوقت نفسه يحد من كمية الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى الواردة إلى المدينة، إننا ننضم إلى الأمم المتحدة في الدعوة إلى الوقف الفوري للقتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق ومستدام عبر الحدود وخطوط المواجهة، فحياة الملايين تعتمد عليها."

وانهارت البنية التحتية الأساسية في المدينة جراء الاشتباكات، بما في ذلك أنظمة الرعاية الصحية، وارتفعت أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي يحول دون حصول المدنيين على احتياجاتهم الأساسية، فيما علقت منظمة أطباء بلا حدود نشاطها في مستشفى الفاشر.