02-أغسطس-2024
السيول في كرقس

السيول في قرية كرقس (سونا)

تستمر الأمطار والسيول في التسبب بخسائر بالغة في شمال السودان، حيث غمرت المياه قرية كرقس بوحدة الشريك الإدارية في ولاية نهر النيل، كما قطعت الطريق القومي وغمرت مساحات زراعية شاسعة بالقرب من مدينة مروي بالولاية الشمالية.

وكانت المياه قد دمرت في الأيام الماضية (50) منزلًا بمنطقة الكاسنجر في الولاية الشمالية، ضمن كوارث الخريف التي ظلت تتكرر بشكل مطرد السنوات الأخيرة في السودان.

غمرت المياه مساحات زراعية شاسعة قبالة مدينة مروي

وقالت وكالة السودان للأنباء إن السيول في مروي ضربت منطقة خور أبودوم قبالة المدينة، حيث غمرت مساحات زراعية شاسعة بمحيط الخور وجزءًا من الطريق القومي. تسببت المياه في انهيار جزئي لجسر مروي - أبودوم الرابط بين المنطقتين بالطريق الداخلي، كما أثرت على عدد من المنازل جنوب مستشفى الضمان.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر بالولاية الشمالية انهيار كبري أبودوم، وقالت إنه قد نتج عن السيول انهيار عدد من المنازل بحي الإنقاذ في مدينة مروي بأضرار، مشيرة إلى أن متطوعي المحلية يساعدون في عمليات الإخلاء ويقدمون خدمات الإسعافات الأولية.

السلطات المحلية أمرت بإغلاق جسر مروي - أبودوم لعدم صلاحيته للمرور. ووجهت غرفة طوارئ الخريف والفيضانات بالمحلية المواطنين بـ"اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر بالابتعاد عن مجاري السيول ومصارف الأمطار والأماكن التي تشكل خطورة حفاظًا على سلامة أرواحهم وممتلكاتهم"، وفق ما نقلت الوكالة الرسمية للأنباء.

المواطنون بدورهم طالبوا سلطات المحلية بإنشاء وترميم الجسور الترابية الواقية، وتوفير كميات من جوالات الخيش، ومراجعة ومعالجة الوضع البيئي، وسط مخاوف من ازدياد معدلات هطول الأمطار وتدفق مياه السيول من منطقة المروة شرقي مروي مع حدود ولاية نهر النيل.

السيول في مروي
السيول في مروي بالولاية الشمالية

وفي منطقة كرقس التي تأثرت بالسيول والأمطار، قال مدير وحدة الشريك الإدارية التي تتبع لها القرية، أكثر من (26) منزلًا تهدموا بالسيول والأمطار، وتضررت غيرها من البيوت بالإضافة مباني مدرسة القرية.

مدير الوحدة ناشد مواطني القرية والقرى الأخرى لأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن مجرى السيول وكذلك الابتعاد عن المنازل الآيلة للسقوط، حفاظًا على سلامتهم وممتلكاتهم. 

ويقول مواطنون محليون إن السيول كانت مفاجئة لهم، إذ لم تتعرض القرية لسيول مماثلة منذ أمد بعيد، مناشدين غرفة الطوارئ الحكومية للإسراع بتوفير الإيواء لسكان القرية الذين فقدوا منازلهم.

وكانت هيئة الأرصاد الجوية قد أطلقت إنذارًا مبكرًا من هطول أمطار غزيرة جدًا مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية في كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل وشرق الولاية الشمالية وولاية الخرطوم وشرق ولاية الجزيرة وشمال ولاية النيل الأبيض. وذكرت الهيئة في إنذار مبكر أطلقته الجمعة 2 آب/أغسطس 2024، أنه يتوقع أن تحدث سيول جارفة، وفيضان نهر القاش والأودية والخيران.

تسببت السيول في السنوات الماضية في خسائر بالأرواح والممتلكات، كما أسفرت عن أوضاع صحية بالغة التعقيد في ظل غياب التدخلات الحكومية الناجعة. في هذا العام، المعدلات العالية للأمطار تأتي وسط حركة نزوح كبرى وحرب ضروس ما يفاقم من مخاطر الخريف في السودان، لا سيما في ظل تكدس النازحين في مراكز إيواء تفتقر للمعينات الصحية والخدمات الأساسية.

يذكر أن وزارة الصحة الاتحادية كانت قد أعلنت في أواخر شهر تموز/يوليو المنصرم عن مقتل (12) شخصًا جراء الأمطار والسيول التي ضربت البلاد مؤخرًا، وكانت أمطار غزيرة قد تسببت في حدوث سيول وفيضانات في ولايات شرق السودان التي تستضيف أعدادًا ضخمة من النازحين، لا سيما الفارين من ولاية سنار التي تتوسع فيها قوات الدعم السريع.