قالت منصة مؤتمر الجزيرة، إن عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء هجوم قوات الدعم السريع على قرية السريحة بولاية الجزيرة، بلغ (124) من المدنيين، وجرح (200)، فيما اقتادت القوة المهاجمة أكثر من (150) من سكان القرية إلى معتقلات في منطقة كاب الجداد القريبة من السريحة.
تقع قرية السريحة في محلية الكاملين شمال ولاية الجزيرة على بعد (50) كيلومترًا من العاصمة القومية الخرطوم
وتقع قرية السريحة في محلية الكاملين شمال ولاية الجزيرة بين النيلين الأبيض والأزرق، على بعد (50) كيلومترًا من العاصمة القومية الخرطوم. بالقرية التي يعمل معظم أهلها في الزراعة، سوق مركزي للقرى المحيطة والكنابي، وأيضًا مستشفى مؤهل. يبعد الطريق القومي عنها حوالي (20) كيلومترًا. يقدر عدد سكان قرية السريحة بحوالي (25) ألف نسمة.
ووفقًا للمصادر والتقارير الواردة من المنطقة، اقتحمت قوة من الدعم السريع بقيادة عمر سيد محمد أحمد الشهير بـ"عمر شارون" قرية السريحة منذ فجر الجمعة، 25 تشرين الأول/أكتوبر 2024. نصبت الدعم السريع قناصتها ومدافعها أعلى المباني العالية، وبدأت في إطلاق النار صوب المواطنين.
وأفاد مواطنون من السريحة على اتصال بمنصة مؤتمر الجزيرة، بأن نحو (50) شخصًا سقطوا قتلى على الفور، بينما بلغ عدد الجرحى أكثر من (200) مصاب، وسط انعدام تام للرعاية الصحية. تقول المنصة المعنية برصد الانتهاكات في ولاية الجزيرة، إن عدد القتلى ارتفع إلى (124) لاحقًا، واعتقلت قوات الدعم السريع (150) من سكان القرية.
شهدت منطقة السريحة -بحسب الشهادات- واحدة من أخطر المجازر والانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب التي نفذتها مليشيات الدعم السريع، والتي شملت القتل الجماعي والتهجير والاعتقال وانتهاك حرمات النساء وكبار السن. كما تم نهب القرية وتخريب الممتلكات.
من جانبها، أكدت شبكة أطباء السودان مقتل (124) من سكان السريحة على يد قوات الدعم السريع، وقالت إن العشرات أصيبوا وهجرت القوة المهاجمة مئات المدنيين من القرية. أدانت الشبكة ما وصفتها بـ"المجزرة" التي ارتكبها الدعم السريع بقرية "السريحة" والقرى الأخرى بشرق وغرب الجزيرة، معتبرة ما يحدث تصعيدًا غير منطقي ضد المدنيين الذين آثرو البقاء لأكثر من عام في ظل أوضاع إنسانية صعبة ومأساوية.
وقالت شبكة أطباء السودان في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان": "إن عمليات القتل المنظم والتهجير القسري الذي تمارسه الدعم السريع ضد المدنيين هو شروع في إبادة جماعية منظمة سيكون لها عواقب وخيمة ضد المدنيين العزل"، بحسب تعبير البيان.
وتشهد قرى ولاية الجزيرة موجة من الانتهاكات والجرائم المروعة على يد قوات الدعم السريع، على خلفية انحياز قائدها في ولاية الجزيرة أبوعاقلة كيكل، قائد قوات درع السودان، إلى الجيش السوداني، في تطور خطير ضمن مسار الحرب وسط البلاد.
وتقود قوات الدعم السريع ما وصفت بأنها "حملات انتقامية" عقب انحياز كيكل للقوات المسلحة السودانية، نجم عنها مجازر دموية في قرى شرق الجزيرة وغيرها من المناطق، وعمليات تهجير قسري واختطافات وانتهاكات جنسية مروعة بحق المدنيين. وانتظم الأهالي في موجات نزوح سيرًا على الأقدام فرارًا من جرائم هذه القوات شبه العسكرية.