02-يوليو-2024
امرأة في شوارع الخرطوم

يستهدف العنف الجنسي في السودان الفتيات والنساء بشكل خاص

 

كشف ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان محمد الأمين تفاصيل مروعة عن العنف الجنسي في حرب السودان، لافتًا إلى الوضع المأساوي الذي تعيشه النساء في السودان في ظل الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023.

ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان: عدد النساء والفتيات المعرضات للعنف القائم على النوع الاجتماعي قد ارتفع بشكل مخيف في السودان

وفي حوار بثته "أخبار الأمم المتحدة"، صرح محمد الأمين بأن عدد النساء والفتيات المعرضات للعنف القائم على النوع الاجتماعي قد ارتفع بشكل مخيف في السودان، حيث قفز من حوالي ثلاثة ملايين في عام 2022 إلى حوالي سبعة ملايين في عام 2024. وقال إنه لا تتوفر إحصائيات دقيقة بسبب حساسية الموضوع والخوف من الوصم الاجتماعي.

وأكد الأمين استخدام العنف الجنسي كسلاح في الصراع الدائر في السودان، مشيرًا إلى أن النساء والفتيات هن الأكثر تعرضًا لهذه الانتهاكات، بينما يظل العنف الجنسي ضد الرجال محدودًا. وأوضح أن تحديد المسؤولين عن هذه الجرائم يعد أمرًا صعبًا، حيث تتولى منظمات مختصة هذه المهمة، بينما يركز صندوق الأمم المتحدة للسكان على تقديم الخدمات للناجيات.

تُنسب معظم جرائم العنف الجنسي المرتكبة خلال النزاع السوداني الحالي إلى قوات الدعم السريع ذات الطبيعة شبه العسكرية، حيث تستعيد هذه القوات إرثها القديم الذي استخدمته في الحرب الأهلية بإقليم دارفور، وتروى الناجيات في الحرب الحالية لجهات حقوقية وحكومية عن تفاصيل مروعة لعمليات اغتصاب جماعي يقوم بها منسوبو هذه القوات.

ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان، روى قصصًا مروعة عن ناجيات تعرضن للاغتصاب الجماعي في دارفور، حيث حُبست 18 امرأة في فندق وتم اغتصابهن لمدة ثلاثة أيام في بداية الصراع. وأشار إلى أن هذه القصص تكررت في عدة مناطق أخرى، ما أدى إلى نزوح العديد من الناجيات إلى مناطق آمنة. ولفت الأمين إلى أن بعض الناجيات أنجبن أطفالًا نتيجة لهذه الانتهاكات، مما زاد من معاناتهن بسبب الوصم الاجتماعي.

 

 

 

وأوضح الأمين أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يقدم الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات، بالإضافة إلى توفير أماكن إيواء آمنة. وأضاف أن هناك برامج لدعم الأمهات العازبات عبر أنشطة مدرة للدخل، لتوفير نوع من الاستقلالية المادية. كما تقدم المنظمات المحلية السودانية الدعم القانوني لضمان حصول الأطفال المولودين نتيجة للعنف الجنسي على أوراق ثبوتية.

أشار الأمين إلى أن بعض الناجيات وصلن إلى مرحلة من اليأس دفعتهن إلى محاولة الانتحار، ولكن بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه، تمكن العديد منهن من استعادة بعض من معنوياتهن وكرامتهن. كما تحدث عن وجود 42 مركز إيواء في السودان تقدم الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية للناجيات. مشددًا في حديثه على أهمية حملات التوعية لتغيير النظرة السلبية تجاه الناجيات من العنف الجنسي. ودعا ممثل الصندوق المجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم المالي لتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للناجيات، مشددًا على ضرورة وقف الحرب في السودان لضمان حياة كريمة للشعب السوداني

تسببت الحرب السودانية والانتهاكات المصاحبة في مغادرة أكثر من عشرة ملايين منازلهم في السودان. فيما لا توجد إحصائيات رسمية عن حالات الاغتصاب والعنف الجنسي المصاحبة للنزاع، إلا أن الانتشار الواسع لهذه الجرائم المروعة يعد أحد أهم الأسباب لفرار الناس من المناطق التي تصلها الاشتباكات أو التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع التي تواصل التمدد شرقًا وغربًا في ظل حملة انتهاكات ترقى لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في السودان.