25-مايو-2024
مساعد قائد الجيش السوداني الفريق ياسر العطا

مساعد قائد الجيش الفريق أول ركن ياسر العطا

أكد عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسحلة الفريق أول ركن ياسر العطا، اليوم السبت، أن الجيش استرد زمام المبادرة في معاركه ضد الدعم السريع والتي تدخل الآن عامها الثاني، مفيدًا أنه انتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.

اعتذر العطا  للشعب السوداني عن أي تقصير من المؤسسة العسكرية

وأفاد أن الجيش أحرز انتصارات في عدة مواقع، بما فيها الفاشر والقيادة العامة بالعاصمة الخرطوم وسلاح الإشارة بمدينة بحري بجانب الأبيض وبابانوسة، وانتصاراته في معارك واسعة بمدينة أمدرمان.

وعن تأخر الجيش في الدخول إلى كل من مدينتي بحري والخرطوم، قال العطا في مقابلة أجريت على قناة "الحدث"، إن هنالك محاور قتالية أخرى أخذت الكثير من الإعداد والتجهيز والمتمثلة في محور ولاية الجزيرة، بجانب الدفاعات التي يخوضها الجيش في عدد من المناطق المشتعلة، مشيرًا إلى جاهزية القوات الآن للوصول إلى كل من بحري والخرطوم وجبل أولياء، مطالبًا الشعب السوداني بالقليل من الصبر.

وفي السياق قاد الفريق أول ركن العطا سير العمليات في مدينة أمدرمان، والتي شهدت انتصارات واسعة على قوات الدعم السريع، بينما يشغل منصب عضوًا في مجلس السيادة منذ العام 2019.

وأفاد ياسر العطا أن الدعم السريع عاثت فسادًا في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، واعتذر للشعب السوداني عن أي تقصير من المؤسسة العسكرية، مؤكدًا أن الضرر الكبير من الحرب قد وقع على المواطن ومؤسسات الدولة المختلفة.

وشكلت الحرب السودانية أكبر أزمة نزوح في العالم، بحيث فر ما يزيد عن الثمانية ملايين من منازلهم  داخليًا وخارجيًا، فيما قتل ما يزيد عن (14) ألف شخص في أنحاء متفرقة من البلاد بحسب إحصائيات لمنظمات دولية.

ورد ياسر العطا على الأصوات التي تتهم البرهان وقيادة الجيش بالخيانة بسبب بطء العمليات، واصفًا الاتهامات بـ "المؤسفة"، مؤكدًا أن قيادة الجيش لا تبيع الوطن ولا الشعب، إنما تشتريه. وقال "إذا كان البرهان خائنًا، لباع الدولة لقائد الدعم السريع منذ بداية المعارك وقبض الثمن"، مؤكدًا للشعب السوداني أن البرهان وقيادة الجيش وقيادة الدولة في قمة المسؤولية.

وعلى صعيد آخر، قال ياسر  العطا إن الجيش يمتلك (12) كتيبة من المقاومة الشعبية بمختلف الألوان السياسية والأطياف الاجتماعية يقاتلون ضمن صفوفه، مشيرًا إلى أن العسكرية لا تهتم باللون السياسي ولا الإثني. وزاد بالقول إنه اجتمع بكتائب التيار الإسلامي التي تقاتل في صفوف الجيش، وسألهم عن المقابل الذي ينتظرونه لقاء مشاركتهم في هذه المعارك، وكانت إجابتهم أنهم لا ينتظرون أي مقابل، وأن معظمهم يعملون في وظائف مرموقة بدول الخليج، وسيعودون أدراجهم عقب انتهاء الحرب، حد قوله.

وتتهم الجماعات الإسلامية بتأجيج الحرب في السودان،وبعرقلة سير المفاوضات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، واستهدفت في نيسان/أبريل الماضي مسيرة انتحارية إفطارًا جماعيًا في شهر رمضان المبارك لكتائب البراء في قاعة للأفراح بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل.

وأفاد ياسر  العطا أن الدعم السريع والسياسيين الداعمين لهم فرضوا على الجيش السوداني خيار الحرب أو الاستسلام، لذلك هو يفضل الحسم العسكري للمعارك، وقال إن المفاوضات تعثرت بسبب عدم التزام الدعم السريع بإعلان جدة، الأمر الذي أوقفها من انتقالها إلى مراحلها الأخرى والتي تفضي إلى إيقاف الحرب وإحلال السلام في السودان.

و قال مساعد القائد العام للقوات المسلحة إن الجيش السوداني يعاني من نقص في إمدادات الأسلحة والذخائر، مشيرًا إلى سعيهم وراء خلق شراكات دولية من أجل الحصول على الأسلحة، وكشف عن اتفاقية مع روسيا سيوقع عليها البرهان تقضي عمل "نقطة تزود" لروسيا على البحر الأحمر مقابل مد الجيش السوداني بالأسلحة والذخائر بجانب شراكات اقتصادية أخرى. 

وأكد ياسر العطا في حديثه أن هناك تعليمات صادرة من العاصمة "أبوظبي" لقوات الدعم السريع، بضرورة السيطرة على مدينة الفاشر، وذلك حتى يتم توطين عرب الشتات في دارفور وإعلان دولتهم منها على حساب مواطن المنطقة الأصلي، فيما تحدث الفرنسيون عن ضرورة وجود وطن لعرب الشتات في غرب إفريقيا.

وتشير  تقارير إلى  أن الإمارات تزود الدعم السريع بالأسلحة مشعلة حرب السودان التي دخلت بالفعل عامها الثاني، وسط غياب أي آمال في التهدئة تلوح في الآفاق، وقدم السودان شكوى رسمية ضد الإمارات تتهمها فيها بدعم قوات الدعم السريع لمجلس الأمن، ورفض انضمامها إلى الدول الراعية لمنبر جدة التفاوضي.

وجدير بالذكر أن ياسر العطا أكد أن العمل جاري على إلغاء الوثيقة الدستورية، وسيعلن البرهان عن وثيقة جديدة بجانب إعادة صياغة مجلس السيادة، وتعيين رئيس وزراء جديد لإدارة الفترة الانتقالية التأسيسية.