أعلن تقرير نشرته مكاتب التحالف النسوي في إقليم دارفور، عن نزوح أغلب سكان الأحياء بمدينة زالنجي بولاية وسط دارفور، إلى جانب مخاطر كبيرة تواجه عشرات الآلاف من الفارين من القتال بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، وحذر من وقوع "إبادة جماعية" على غرار ما حدث في الحرب التي وقعت في العام 2003 بالإقليم.
ونشر التحالف النسوي السوداني في إقليم دارفور تقريرًا عن الوضع بمدينة زالنجي بولاية وسط دارفور، مسلطًا الضوء على نزوح سكان الحي الغربي بالكامل وسكان حي السوق والاستاد وأجزاء من حي الثورة، وتمركزت غالبية الأسر في الأحياء الشمالية الشرقية من المدينة بعد جسر "أريبو".
أشار تقرير نشرته مكاتب التحالف النسوي في إقليم دارفور إلى توقف خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات بمدينة زالنجي منذ أكثر من أسبوعين
وأشار التقرير إلى توقف خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات بمدينة زالنجي منذ أكثر من أسبوعين، وخروج المستشفى العمومي وعدد كبير من المراكز الصحية من الخدمة، واستخدم الشباب المتطوعون المساجد في حي الوادي وحي المحافظ كمراكز صحية للطوارئ وعلاج الجرحى.
ولفت التقرير إلى تعرض السوق للنهب بالكامل، وكذلك الصيدليات والبنوك ومؤسسات الدولة بمدينة زالنجي.
وأكد التقرير تعطل الحياة بالكامل بمدينة زالنجي، ومواجهة نقص حاد في المواد الغذائية ومواد الإيواء، الأمر الذي يعرض الأطفال والضعفاء لخطر المجاعة بسبب نقص الغذاء والدواء. إضافة للطرق المغلقة وصعوبة الخروج من المدينة إلا بمخاطرة تصل لدرجة الموت.
أما في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، قال التقرير إن الأوضاع ازدادت سوءًا بعد فرض حصار محكم من المليشيات القبلية المسنودة بعناصر من الدعم السريع، حيث تمت محاصرة السكان داخل الأحياء السكنية، ونزح بعضهم إلى حي السلام، وتكدست الأسر بالمنازل.
ونوه التقرير إلى حرق معظم مراكز الإيواء ونهب وتدمير السوق والمستشفيات والمؤسسات الحكومية بالكامل بمدينة الجنينة، وتمت السيطرة على مصادر المياه من قبل المليشيات، حيث يتعرض معظم السكان لخطر الموت من نقص الغذاء والمياه والدواء.
وحذر التقرير من توقف المراكز الصحية أو العيادات بمدينة الجنينة إلى جانب نفاد معظم الأدوية والأوكسجين وأدوية التخدير، كما توفى جميع مرضى غسيل الكلى، وتنتهي أغلب حالات الولادة بفقدان الطفل أو الأم أو كليهما معًا.
وكشف التقرير عن عدم وجود طرق آمنة لمغادرة السكان المدينة، كما انقطعت شبكة الاتصالات منذ أكثر من شهر. وأضاف التقرير: "استسلم معظم الموجودين في المدينة لمصيرهم ولا يمكن توصيل أي مساعدات طبية أو غذائية للمدينة، خاصة مع وجود قناصة في البنايات والشوارع".
وقال التقرير إن القوات المسلحة تمركزت داخل قيادتها وفي مناطقها فقط في أردمتا، ولا يستطيعون الدخول لوسط المدينة بالرغم من خروج جزء من سكان المدينة في الأيام الأولى إلى أردمتا احتماءً بالقوات المسلحة، كما خرج عدد آخر إلى منطقة إديكونق الحدودية مع دولة تشاد، ويقدر عددهم بما يزيد عن مائة ألف نازح، حيث ولم يستطيعوا الدخول إلى دولة تشاد، ويعانون نفس الظروف العصيبة التي يعيشها سكان مدينة الجنينة.
وذكر التقرير أن حكومة ولاية غرب دارفور فشلت في توفير المساعدات اللازمة، كما فشلت الأجهزة المختصة في توفير الأمن للفارين من الحرب في منطقة إيدكونق وغيرها من المناطق.
ناشد التقرير المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بضرورة تأمين حياة المواطنين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه
ووصف التقرير الوضع الإنساني بـ"الكارثي" بالنسبة للشرائح الضعيفة من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى. ونوه إلى أن ما يحدث في مدينتي الجنينة وزالنجي لا يوجد وصف له سوى الإبادة الجماعية، حيث لا تختلف الأوضاع عن النمط الذي حدث في عام 2003.
وناشد التقرير المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بضرورة تأمين حياة المواطنين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقال إن القوات المسلحة والدعم السريع يتحملان فشل حماية المواطنين.