أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، أن الوضع متوتر في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ولا يمكن التنبؤ به، مشيرًا إلى إصابة (700) من المدنيين ومقتل (85) منهم بسبب المعارك العسكرية بين القوات المسلحة والدعم السريع.
الأمم المتحدة: الوضع متوتر في الفاشر ولا يمكن التنبؤ به
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في بيان تلقاه "الترا سودان" اليوم الجمعة، إن القتال الدائر في الأجزاء الشمالية الشرقية من الفاشر إلى جانب الهجمات على القرى الواقعة غرب المدينة، دفع المدنيين إلى الفاشر ويحتمون في مواقع مكتظة للغاية.
وقال البيان إن حركة النزوح منذ 20 أيار/مايو الجاري تصاعد، ووصل (1250) شخصًا إلى الناحية الجنوبية من المدينة من مركز شرطة "القشلاق" والأحياء المجاورة.
وأكد البيان أن التقارير من على الأرض في الفاشر، تفيد بتوتر الأوضاع ولا يمكن التكهن بها، وقال المكتب الإنساني نقلًا عن منظمة أطباء بلا حدود إن مستشفى الفاشر الجنوبي استقبل (700) جريحًا من المدنيين، توفي منهم (85) شخصًا.
وقال البيان إنه نظرًا لكثافة القتال وعدم وجود ممرات آمنة، يرجح أن يرتفع عدد الضحايا المبلغ عنهم، محذرًا من أن الإمدادات الطبية في مستشفى الفاشر الجنوبي على وشك النفاد.
ولفت البيان إلى أن هناك حاجة ملحة لتزويد المستشفى بالإمدادات الطبية، حيث لم يتبق سوى (10) أيام لنفادها بشكل كامل، وهذا الأمر يتطلب وجود ممر آمن وبمجرد أن يسمح بالممرات وتراخيص المركبات بالوصول إلى المنطقة.
وقال البيان إن الفاشر حتى قبيل التصعيد العسكري الأخير، كانت مواقع النازحين فيها تعاني من شح المأوى والبنية التحتية وإمدادات النظافة، ونقص كبير في الخدمات الإنسانية والمساعدات بسبب القيود المفروضة على الوصول.
وأكد بيان المكتب الإنساني أن اتساع نطاق الاشتباكات باتجاه الأحياء الجنوبية الشرقية، فضلاً عن القصف المباشر للأجزاء الغربية والوسطى من المدينة، يشير إلى اتساع كبير في التأثيرات المباشرة للنزاع، على السكان المدنيين المتبقين في المدينة.
وأضاف البيان: "في ظل تجاوز القصف العشوائي لأحياء مختلفة من المدينة، فإن الاستخدام المتزايد للبنية التحتية المدنية والأعيان لأغراض عسكرية من قبل أطراف النزاع، وزيادة وجود العناصر المسلحة في جميع أنحاء المدينة يؤدي إلى تفاقم المخاطر التي يواجهها المدنيون فيما يتعلق بالحماية".
وأفاد البيان أن مياه الشرب بعيدة عن متناول نسبة متزايدة من المدنيين في الفاشر، بسبب القتال والطرق الرئيسية خارج المدينة، والتي تكون مغلقة أو خاضعة لعوائق كبيرة من الحركة، أو غير آمنة بسبب وجود أنشطة أطراف النزاع والجماعات المسلحة.
وأفادت تقارير حسب البيان أن التحركات خارج الفاشر على الطرق الجنوبية باتجاه منطقة زمزم وأبو زريقة ودار السلام ونيالا مستمرة، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن المسافرين يخضعون للتفتيش في نقاط تفتيش، كما وردت تقارير عن فرض رسوم على المدنيين أثناء التنقل خارج الفاشر.
ودارت معارك عسكرية عنيفة بين القوات المسلحة والحركات المسلحة من جهة والدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها من جهة أخرى، في الناحية الشمالية الشرقية للفاشر طوال الأسبوعين الماضيين.
ولا يزال الوضع في الفاشر مرشحًا للتصعيد العسكري، لاسيما بعد تغلغل الدعم السريع إلى مخيم للنازحين شمال المدينة، وارتفاع حركة نزوح المواطنين إلى مواقع في الناحية الجنوبية والغربية.