قال مواطنون في مدينة شندي بولاية نهر النيل شمال العاصمة الخرطوم، إنهم سمعوا أصوات المضادات الأرضية التي أسقطت ثلاث مسيرات فوق المدينة حوالي الساعة (2:30) بالتوقيت المحلي، وذلك خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء.
تستمر حرب المسيرات منذ ثلاثة أشهر في المدن الآمنة
وقال عبد الرحيم وهو من مواطني حي المربعات بمدينة شندي، إن المواطنين شعروا بالذعر من أصوات المدافع، ولاحقًا تبين أن الجيش في الحامية العسكرية أسقط ثلاث مسيرات حلقت فوق منطقة الحامية.
وأضاف: "شاهدت النيران في السماء، يبدو أنها المسيرات التي احترقت بالكامل وسقطت على الأرض، لقد كانت الأصوات عالية جداً لكن في الآونة الأخيرة اعتدنا عليها نتيجة إسقاط المسيرات".
وتعد هذه هي المرة الثالثة على الأقل تحلق فيها مسيرات في مدينة شندي، ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن إطلاقها، وهي طائرات بلا طيار انتحارية في الغالب كما يقول العسكريون. وتقع مدينة شندي على بعد (300) كيلومترًا شمال العاصمة الخرطوم، وتحشد الدعم السريع أحيانًا في قرى حجر العسل الواقعة على الحدود بين ولايتي الخرطوم ونهر النيل.
وكانت قوات الدعم السريع اغتالت إمام مسجد في قرية "دكوج" بمحلية حجر العسل الأسبوع الماضي حسب ما أعلن ملتقى شباب نهر النيل بتهمة التعاون مع الجيش عقب غارة جوية نفذها سلاح الجو. ويلاحق الدعم السريع المدنيين بحجة التعاون مع الجيش، وفي الغالب يتعرضون للتصفية الجسدية وفق ما يقول ناشطون في مجال حقوق الإنسان، نتيجة بطش هذه القوات خلال حرب السودان.
وبدأت حرب المسيرات في المدن البعيدة الواقعة خارج دائرة القتال عن مطلع نيسان/أبريل الماضي بسقوط مسيرة في صالة مناسبات اجتماعية بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل، أثناء إفطار جماعي في شهر رمضان لكتيبة البراء بن مالك المساندة للجيش في الحرب ضد الدعم السريع. وفي حادثة مسيرة عطبرة قُتل (15) شخصًا من بين الحضور في الصالة أثناء الإفطار الجماعي جراء سقوط المسيرة فوق السطح العلوي للمبنى.
واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/أبريل 2023، وأدت إلى مقتل ما لايقل عن (16) ألف من المدنيين فيما تذهب تقارير إلى أن عدد القتلى يتجاوز بين المدنيين والعسكريين (150) ألف شخص، وشردت الحرب أيضًا نحو عشرة ملايين شخص من منازلهم، أغلبهم من العاصمة الخرطوم ويشكلون نسبة 30%، كما فقد الاقتصاد ثلثي الإيرادات السنوية.
