عاشت الفاشر ليلة مرعبة مساء السبت بسبب الاشتباكات التي اندلعت بين القوات المسلحة والدعم السريع حتى وقت متأخر من الليل، وفق ما أفاد شهود عيان حول سقوط الرصاص والقذائف على الأحياء الغربية والجنوبية، بما في ذلك المستشفى الجنوبي الذي وقعت في محيطه عشرات القذائف، وتعرض إلى هجوم من الدعم السريع تم فيه الاعتداء على الأطباء والكوادر العاملة بالضرب.
هاجمت الدعم السريع المستشفى الجنوبي
وتمكنت القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرون من صد هجوم عنيف للدعم السريع الليلة الماضية من ثلاثة اتجاهات، وفق شهود عيان تحدثوا لـ"الترا سودان".
وجاءت المعارك الليلة الماضية عقب تحذيرات أطلقها حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي من هجوم وشيك للدعم السريع على الفاشر، وقال إن الدعم السريع حشدت المرتزقة شرق المدينة منذ الخميس الماضي.
تأتي معارك الفاشر والقصف المدفعي المتصاعد تجاه أحياء المدنيين وفق شهادات السكان في أحياء الوحدة والثورة، في ظل تقارير عن تكثيف الدعم السريع هجماتها على الفاشر منذ الجمعة الماضية.
وقال الصحفي معمر من الفاشر لـ"الترا سودان" إن عناصر من الدعم السريع تسللت إلى المستشفى الجنوبي في الفاشر، وضرب الجنود الأطباء والكوادر الطبية ليلة السبت، كما نهبوا الأدوية والمعينات الطبية.
وأوضح إبراهيم أنه تلقى معلومات أولية من متطوعة بمستشفى الفاشر حول وقوع أحداث عصيبة ليلة السبت، وأصيب اثنين من الأطباء.
وقال إبراهيم إن الدعم السريع هاجمت المستشفى الجنوبي من ثلاثة اتجاهات الليلة الماضية، والآن المستشفى متوقف عن العمل وخرج عن الخدمة بسبب هذه الأحداث.
وتابع: "تم نقل بعض المرضى إلى مستشفى السلاح العسكري، والبعض نقلوا إلى منازل مجاورة".وذكر شهود عيان من حي الثورة الواقع جنوب الفاشر لـ"الترا سودان"، أن الرصاص والقذائف انهمرت كالأمطار الساعات الماضية حتى وقت متأخر من الليل.
وأوضح بشار أن الأمور مساء السبت كادت أن تخرج عن السيطرة، بسبب كثافة النيران على الأحياء الجنوبية والغربية، وقال إن المستشفى الجنوبي تضرر من سقوط قذائف في محيط المستشفى، ربما سقطت أيضًا قذائف داخل فناء المستشفى، هذا متوقع لأن الوضع كان سيئ للغاية.
وأردف: "لم تغمض أعيننا حتى الصباح، في بعض الأحيان تفكر في حفر خندق في المنزل والاختباء، لكن ماذا عن مئات الآلاف من الأطفال والنساء والمسنين، ما هو مصيرهم؟ ينبغي أن تنجو المدينة بأكملها من خلال وقف القتال فورًا، وإبعاد الدعم السريع عن الفاشر نهائيًا".
وتسعى الولايات المتحدة الأميركية عبر مبعوثها إلى السودان توم بيرلو، إلى وضع مقترحات بين الأطراف المتحاربة في الفاشر لتهدئة القتال، فيما رفض الجيش والحركات المسلحة وفق وسائل إعلام مقترحًا أميركيًا بإخلاء الفاشر من الوجود العسكري.
والفاشر هي آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، فيما تسيطر الدعم السريع على أربع ولايات وعواصمها هي الضعين في شرق دارفور ونيالا في جنوب دارفور والجنينة في غرب دارفور وزالنجي في وسط دارفور.