18-أغسطس-2024
الجسر الرابط بين بين مدينة الخرطوم وجزيرة توتي

جزيرة توتي في العاصمة الخرطوم

قال بيان يحمل توقيع أبناء توتي بالخارج، إن قوات الدعم السريع درجت على تصفية المدنيين من سكان جزيرة توتي الواقعة على النيل في قلب الخرطوم، بما في ذلك التصفية بالتعذيب ومنعهم من الرعاية الصحية داخل معتقلاتها.

يتعرض المدنيون للتعذيب والتصفية في معتقلات الدعم السريع 

وتقع جزيرة توتي في قلب الخرطوم على النيل ويربطها جسر مع مدن العاصمة، ومنذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع سيطرت عليها الأخيرة، ويواجه المواطنون حصارًا غير مسبوقًا.

وتنتشر قوات الدعم السريع في الجزيرة، كما تضع الحواجز العسكرية على الجسر الرئيسي الرابط مع الخرطوم، وغادر بعض المواطنين الجزيرة بدفع رسوم مالية باهظة لهذه القوات عندما عجزت عن توفير الطعام.

وكانت قوات الدعم السريع أطلقت النار على شاب أثناء صلاة عيد الأضحى قرب أحد المساجد في جزيرة توتي وفق شهادات المواطنين، كما أدى الحصار إلى منع دخول إمدادات الغذاء والدواء بواسطة التجار.

وأوضح بيان صادر عن أبناء جزيرة توتي بالخارج أن المواطنين ظلوا لـ (14) شهرًا تحت حصار قوات الدعم السريع، وانعدم الدواء وشحت السلع ومُنع المواطن من الخروج، وارتفعت الأسعار بصورة جنونية أقرب للخيال.

وحسب البيان تعاني الجزيرة من انقطاع المياه والكهرباء منذ آب/أغسطس 2023، وانقطعت أخبار العائلات عن بعضها البعض، كما تقطعت السبل بالمئات الذين حاولوا المغادرة.

وقال البيان إن قوات الدعم السريع تعتقل عشرات المدنيين من أبناء جزيرة توتي في معتقلات سرية، وفي ظروف إنسانية سيئة للغاية بينهم رجال مسنين.

وأحصى البيان (25) معتقلًا مدنيًا من سكان جزيرة توتي، وتزداد فجيعة العائلات عندما تصل الأنباء عن وفاة أحد المعتقلين نتيجة نقص الرعاية الصحية وظروف الاحتجاز القهرية منذ شهور و تعذيبهم داخل المعتقلات.

وأضاف البيان: "تزداد مأساة العائلات لغياب المعلومة حول أوضاع المعتقلين أو مصير الجثامين وكيف تم دفنهم". وقال البيان إن جزيرة توتي تعيش قلقًا مستمرًا على بقية المعتقلين مع كل خبر يرد إليهم عن تصفية أحدهم، إلى جانب الاخفاء القسري للمعتقلين أو المواطنين الذين لم يُعرف مصيرهم بعد وكانوا يعيشون في الجزيرة.

وتوجه البيان بالنداء العاجل للمنظمات الإنسانية نيابة عن سكان جزيرة توتي بالتدخل لوقف تصفية المعتقلين في مراكز احتجاز تابعة للدعم السريع، فيما طالب المنظمات بالضغط على الدعم السريع للكشف عن مكان المعتقلين والإفراج عنهم فورًا.

وتقع جزيرة توتي عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق في مساحة تبلغ حوالي (950) فدانًا، وهي من المواقع السياحية، كما تضم مساحات زراعية على النيل، وينتقل المواطنون بين الجزيرة وبقية مدن العاصمة عبر جسر رئيسي يقع على مقربة من القصر الرئاسي.

وشارك الشبان والفتيات من جزيرة توتي في الاحتجاجات خلال ثورة ديسمبر التي أطاحت بالرئيس عمر البشير، كما شاركت في الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان متحالفًا مع عدوه الحالي الجنرال محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وأطاحا بالحكومة المدنية.

ويتهم الناشطون الدعم السريع بتصفية جزيرة توتي من الحياة العامة، وتوقفت حركة التجارة من وإلى الجزيرة، وشحت السلع الأساسية والأدوية، ورغم محاول المتطوعين إنشاء مطابخ جماعية ومراكز صحية لتوفير الأدوية الأساسية، إلا أن هذه القوات تلاحق المدنيين في جميع أنحاء الجزيرة، ووضعت منصات الصواريخ داخل المنازل والشوارع والمرافق العامة.