أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان صباح اليوم عن مقتل (41) مدنيًا وإصابة (347) شخصًا بين إصابة متوسطة وحرجة تشمل المدنيين والعسكريين معًا في اشتباكات الأحد بين القوات المسلحة والدعم السريع، ليصل إجمالي القتلى المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى (97) قتيلًا، فيما بلغت الإصابات منذ بداية الأحداث (942) إصابة وسط المدنيين والعسكريين معًا – وفقًا لحصر مبدئي للجنة.
مراسل "الترا سودان": الاشتباكات متواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تحليق للطيران الحربي في سماء الخرطوم
وفي سياق متصل، أعلن وزير المعادن السوداني محمد بشير أبو نمو عن مقتل اثنين من أفراد أسرته وثلاثة آخرين منهم أفراد من حراسته الشخصية، الأحد، جراء سقوط مقذوفي "آربجي" على منزله بالخرطوم بحري.
وقال مراسل "الترا سودان" إن والي شمال دارفور كون لجنة لحصر الجثث ونقل الجرحى إلى المستشفيات، وطلب من طرفي النزاع السماح للجنة بمباشرة عملها الإنساني.
وناشدت لجنة الأطباء المركزية طرفي الصراع بتحكيم صوت العقل ووقف هذه الحرب فورًا، والسماح بفتح "ممرات آمنة" لإجلاء المحتجزين والعالقين والجرحى والمصابين، ونوّهت بأن المستشفيات والمرافق الصحية ليست "مأوى عسكريًا ولها خصوصياتها وحرماتها، والتعدي عليها جريمة ضد الإنسانية والقيم والأخلاق، وكل المعاهدات والمواثيق تحرم انتهاكها".
على الصعيد الميداني، قال مراسل "الترا سودان" إن الاشتباكات متواصلة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع صباح اليوم الإثنين، وسط تحليق للطيران الحربي في سماء الخرطوم.
وقال بيانٌ للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية إن "الموقف العام مستقر جدًا"، لافتًا إلى "اشتباكات محدودة" حول محيط القيادة العامة للجيش مع قوات الدعم السريع التي وصفها بـ"المليشيا المتمردة".
وأعلن الجيش استعادة السيطرة على مطار مروي شمالي السودان، والسيطرة على قيادة قطاع كردفان، ومعسكر الري المصري بالشجرة جنوبي الخرطوم، وقال إنه استقبل "عددًا كبيرًا" من جنود الدعم السريع المستسلمين وغنِم "عددًا كبيرًا" أيضًا من الأسلحة والمعدات والمؤن من قطاعات مختلفة – وفقًا للناطق الرسمي باسم الجيش السوداني.
وزاد بيان الجيش: "نطمئن جماهير شعبنا بأن قواته المسلحة متماسكة وفي أحسن حالاتها وتؤدي واجباتها بروح معنوية عالية وستحسم الموقف قريبًا جدًا بإذن الله".
ومن جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع عن السيطرة على مقر القوات البرية في الخرطوم، والاستيلاء على برج وزارة الدفاع، وبسط "السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري ومحيطه"، وتحرير رئاسات الفرق العسكرية في ولايات دارفور والاستيلاء على عتادها وآلياتها العسكرية، والاستيلاء على أكثر من (200) دبابة، وإسقاط ثلاث طائرات مقاتلة من دون أن يحدد موقع إسقاطها، كما أعلنت عن أسْر العشرات من كبار ضباط وضباط الصف من الجيش وانضمام بعضهم إلى الدعم السريع وعن أسْر عناصر من النظام البائد.
وقالت قوات الدعم السريع إنها في طريقها إلى حسم المعركة مع "أذيال النظام البائد وكتائب الظل والمجاهدين التي تختبئ خلف طغمة انقلابية من قيادات القوات المسلحة".
دعوات إلى التهدئة
دبلوماسيًا، قال رئيس المرحلة الانتقالية في تشاد محمد إدريس ديبي إنه أجرى اتصالين مع البرهان وحميدتي الأحد، ودعاهما إلى وقف إطلاق النار وإعطاء الأولوية للحوار؛ لإيجاد "حل سلمي" للأزمة وتجنيب المواطنين معاناة "غير ضرورية".
ودعا بيان عن الخارجية المصرية أطراف النزاع في السودان إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية وتغليب لغة الحوار، مشيرًا إلى المبادرة المصرية– السعودية بالدعوة إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية ومبادرة الوساطة المصرية– الجنوب سودانية لتحقيق هذا الهدف.
وشدد البيان المصري على ضرورة عدم استغلال أي طرف خارجي للتطورات في السودان من خلال القيام بـ"أعمال تؤجج من حدة الصراع أو تهدف إلى النيل من سلامة أراضيه".
ومن ناحيته، أجرى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان اتصالين هاتفيين بقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ودعاهما إلى التهدئة ووقف جميع أشكال التصعيد وتغليب المصلحة الوطنية. وقال تصريحٌ للخارجية السعودية إن الوزير شدد –خلال اتصاله بالطرفين– على أهمية العودة إلى الاتفاق الإطاري الذي قال إنه "يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق".
ودعا بيانٌ عن الخارجية التركية جميع شرائح السودان إلى "الالتزام بإنجازات العملية الانتقالية والطمأنينة والحوار"، وقال: "لن يتم التوصل إلى حل دائم لمشاكل السودان إلا من خلال المصالحة الوطنية".