في تصعيد خطير ضمن سلسلة التطورات الأخيرة التي تشهدها الحرب السودانية المشتعلة من` نيسان/أبريل 2023، ضربت عدة مسيرات ولاية القضارف صباح اليوم الثلاثاء، مسببة حالة من الهلع والذعر وسط السكان.
انفجارات وهلع
يقول شاهد العيان محمد موسى، إنه في حوالي الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء، هُلع السكان بانفجارات وأصوات المضادات الأرضية، وانتشر الرعب وسط المواطنين وأغلق السوق الكبير في مدينة القضارف، تلى ذلك انتشار كثيف للقوات المسلحة والمستنفرين.
ولاية القضارف التي تقع في شرق السودان ما تزال تحت سيطرة القوات المسلحة
ولاية القضارف التي تقع في شرق السودان، ما تزال تحت سيطرة القوات المسلحة التي تخوض حربًا ضد قوات الدعم السريع اقتربت من إكمال عامها الأول، على الرغم من وصول وكانت المعارك قد وصلت مدينة الفاو التي تعتبر إحدى محليات القضارف، التي تحدها مع ولاية الجزيرة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ كانون الأول/ديسمبر 2023، وذلك عقب انسحاب قوة الجيش التي كانت تتمركز في عاصمتها مدينة ودمدني.
المسيرات التي أطلقت في ولاية القضارف صباح اليوم، أصابت واحدة منها مسجد مقر جهاز المخابرات العامة "جهاز الأمن والمخابرات الوطني سابقًا"، وسقطت الثانية في المدرسة النموذجية بنين الواقعة بالقرب من مباني الجهاز، فيما ضربت الثالثة بالقرب من الخدمة الوطنية العسكرية، خلف مقر المخابرات العامة.
القصف بالمسيرات في القضارف هو الثاني من نوعه في مدن لم تشهد اشتباكات نشطة بين طرفي الصراع في السودان، حيث أصابت مسيرة الأسبوع الماضي إفطارًا جماعيًا للواء البراء بن مالك الذي يساند الجيش، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين والعسكريين في الفعالية الاجتماعية التي دعيت إليها أسر شهداء القوات المسلحة.
وتسببت المسيرات التي ضربت ولاية القضارف صباح اليوم في حالة من الذعر، وأغلق المواطنون محلاتهم بالأسواق، فيما انتشرت القوات النظامية في شوارع المدينة.
حكومة القضارف
مدير عام وزارة التربية والتوجيه بولاية القضارف، الناطق الرسمى باسم حكومة الولاية عبدالوهاب إبراهيم عوض، قال في تصريحات صحفية، إن المسيرات أسفرت عن إصابة اثنين من المواطنين تم نقلهم لمستشفى السلاح الطبي بالقضارف. وأكد الناطق الرسمى باسم حكومة القضارف استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة، وقال إن الحياة "تسير على طبيعتها" بوسط المدينة، وأن التحريات تسير بصورة متسارعة.
المواطن خالد عثمان الذي يقطن بمدينة القضارف، أكد لـ"الترا سودان"، أن المواطنين أغلقوا محلاتهم مباشرة وغادروا الأسواق عقب سماعهم صوت الانفجارات والمضادات الأرضية التي أطلقتها الدفاعات. ولكنه أشار إلى عودة جزئية للأسواق عقب تطمينات وتوقف أصوات الانفجارات التي أفزعت المدينة التي تستضيف عشرات الآلاف من النازحين، لا سيما بعد اجتياح الدعم السريع لمدينة ودمدني.
والي ولاية القضارف المكلف محمد عبدالرحمن محجوب قال إن المسيرات التي استهدفت عددًا من المواقع بولاية القضارف القصد منها ضرب الاستقرار والتعايش السلمي الكبير الذي تعيشه ولاية القضارف، وأضاف في تصريحات لوكالة السودان للأنباء: "خاب ظنهم ومساعيهم في ذلك".
ولم تتبن قوات الدعم السريع القصف على إفطار البراء بن مالك في عطبرة، كما لم تصدر أي تصريحات بصدد ضربة القضارف، ولكن أصابع الاتهام تشير إلى هذه القوات التي تواجه تحديات في ولاية الجزيرة جراء توغل للقوات المسلحة وقصف مكثف للطيران الحربي.
الوالي محمد عبدالرحمن محجوب في تصريحاته وعد المواطنين بـ"عيد آمن ومستقر"، مشيرًا إلى أن اللجنة الأمنية بالولاية ومحلية الفاو قد وضعت "خطة أمنية كبرى" لتحقيق ذلك، بحيث تشتمل على نشر الارتكازات والقوات المشتركة والتفتيش الدقيق على مداخل ومخارج الولاية والأسواق.
وأطلقت القوات المسلحة السودانية حملات عسكرية من القضارف بغرض انتزاع ولاية الجزيرة من سيطرة قوات الدعم السريع، وتستضيف الولاية أيضًا بعضًا من قوات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش.
أصدر والي ولاية القضارف توجيهات للمقاومة الشعبية لتكوين خلايا أمنية في الأحياء والمحليات
وأصدر والي ولاية القضارف توجيهات للمقاومة الشعبية لتكوين خلايا أمنية في الأحياء والمحليات والتبليغ عن ما وصفها بـ"الظواهر السالبة والخارجة عن القانون".
يذكر أن القوات المسلحة كانت قد استنفرت المواطنين للمشاركة في المجهود الحربي ضمن صفوفها، وانضمت أعداد كبيرة نسبيًا للمعسكرات. كما تقاتل بجانب القوات المسلحة فصائل من الإسلاميين على رأسها لواء البراء بن مالك الذي تنسب إليه توجهات إسلامية.
ودخلت المسيرات بقوة في مسيرة الحرب السودانية مع استعادة الجيش لمباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في آذار/مارس الماضي، والتي ينسب لاستخدام هذه الأسلحة الدور الحاسم لتحقيق الانتصار للقوات المسلحة.