25-يونيو-2024
الفاشر أقمار صناعية

صور الأقمار الصناعية تظهر آثار الحرب وتزايد القبور في مدينة الفاشر (هيومن رايتس ووتش)

جددت هيومن رايتس ووتش المطالبة بنشر قوات دولية لحماية المدنيين في السودان، ذلك على خلفية استمرار الاشتباكات العنيفة والقصف العشوائي على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

تشهد مدينة الفاشر عمليات قصف عشوائي لقوات الدعم السريع على المرافق المدنية. تحاول هذه القوات السيطرة على عاصمة الإقليم لتأكيد سيطرتها على جميع ولاياته الخمس، وسط مخاوف من ارتكابها مذابح بحق المدنيين والنازحين بمدينة الفاشر ذات الأهمية الاستراتيجية والإنسانية في الحرب السودانية.

يتعرض مئات الآلاف من السكان لخطر الفظائع المتزايدة بسبب الصراع الدائر بمدينة الفاشر

قالت المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان، إن "الأطراف المتحاربة في السودان" قتلت مئات المدنيين وسط هجمات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار. وأضافت: "على الأمم المتحدة العمل مع الاتحاد الأفريقي بسرعة لنشر بعثة لحماية المدنيين.

وفي تقرير لها مطلع الشهر الجاري، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش بنشر بعثة دولية لحماية المدنيين في دارفور، وخصوصًا في مدينة الفاشر، حيث يتعرض مئات الآلاف من السكان لخطر الفظائع المتزايدة بسبب الصراع الدائر بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والميليشيات والحركات المتحالفة معهما.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن صور الأقمار الصناعية تظهر تصاعد الحرائق في الجزء الشرقي من مدينة الفاشر. كما كشفت عن أن تحليل لصور الاقمار الصناعية أظهر زيادة في عدد القبور في 6 مدافن على الأقل بالفاشر خلال الفترة من 9 أيا/مايو إلى 12 حزيران/يونيو، خاصة في مخيم أبو شوك وجنوب غرب المدينة.

وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب قوات الدعم السريع بوقف حصار مدينة الفاشر، إلا أن محاولات هذه القوات، التي تُتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ما تزال مستمرة للسيطرة على المدينة.

تسببت الهجمات على مدينة الفاشر في حركة نزوح واسعة للمدنيين جراء استمرار القصف والاشتباكات. المنسقية العامة للنازحين واللاجئين أكدت استمرار النزوح من المدينة إلى منطقة الطويلة التي تقع تحت سيطرة قوات حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد النور.

المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال نشر أمس مقاطع فيديو والعديد من الصور التي توثق حركة النزوح من المدينة. وقال رجال إن النازحين "فروا من مدينة الفاشر بسبب أعمال العنف وتزايد الانتهاكات الجسيمة ضد حقوق الإنسان".

تستمر الأحداث في مدينة الفاشر في ظل أوضاع إنسانية في غاية الصعوبة والتعقيد، وتقول تقديرات إن بالمدينة أكثر من مليون من المدنيين الذين يواجهون مخاطر الجوع وتحصد أرواحهم أعمال القصف. كانت الفاشر قد استقبلت بالفعل عشرات الآلاف من اللاجئين مؤخرًا جراء هجمات الدعم السريع على القرى والمدن المحيطة.