قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير حديث، اليوم الإثنين، إنها توصلت إلى أن الأطراف المتحاربة في السودان خاصة قوات الدعم السريع ارتكبت أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في مناطق الخرطوم الواقعة تحت سيطرتها.
طالب التقرير الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لنشر بعثة لحماية المدنيين
وذكرت هيومن رايتس ووتش في تقريرها أن أعمال العنف الجنسي بحق النساء والفتيات تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وكشفت عن إجبار النساء والفتيات على الزواج قسرًا منذ بداية القتال في العاصمة.
ويعكس التقرير الذي يتكون من (89) صفحة، الصادر تحت عنوان "الخرطوم ليست مكانًا آمنًا للنساء"، انتشار أعمال العنف الجنسي والزواج القسري وزواج الأطفال في العاصمة السودانية.
وأحصى التقرير عددًا من الحالات ارتكبت بواسطة أفراد في القوات المسلحة، وفي ذات الوقت أكد التقرير ارتفاع الحالات في أم درمان عقب سيطرة القوات المسلحة عليها مطلع هذا العام.
وأضاف التقرير: "تعرض الرجال والفتيان للاغتصاب، بما في ذلك أثناء الاحتجاز". وقالت هيومن رايتس ووتش إن كلا الطرفين المتصارعين منعا الناجين من الحصول على الرعاية الصحية الطارئة، ولم يتخذ الطرفان خطوات ذات أهمية لمنع القوات من ارتكاب جرائم الاغتصاب.
وأضافت نائبة مديرة قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش لاتيشيا بدر: "اغتصبت قوات الدعم السريع، واغتصبت جماعيًا، وأجبرت على الزواج عددًا كبيرًا من النساء والفتيات في المناطق السكنية في العاصمة السودانية".
وأكملت حديثها: "أرهبت الجماعة المسلحة النساء والفتيات، ومنعتهن الأطراف المتحاربة من الحصول على المساعدة وخدمات الدعم، مما أدى إلى تفاقم الأذى الذي يواجهن، ودفعهن إلى الشعور بأنه لا يوجد مكان آمن".
أبلغت امرأة تبلغ من العمر (20) عامًا وتعيش في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، هيومن رايتس ووتش: "نمت وأنا أضع سكينًا تحت وسادتي على مدى أشهر خوفًا من مداهمات قوات الدعم السريع التي قد تُفضي إلى الاغتصاب.. منذ أن بدأت هذه الحرب، لم يعد من الآمن أن تعيش امرأة في الخرطوم تحت سيطرة هذه القوات".
فيما قال طبيب نفسي حسب هيومن رايتس ووتش: "تحدثت إلى ضحية تعرضت للاغتصاب واكتشفت للتو أنها حامل في شهرها الثالث. من الواضح أنها كانت مصدومة وترتعش، وخائفة من رد فعل عائلتها. قالت لي: إذا اكتشفوا وضعي سيقتلونني".
هيومن رايتس ووتش: الضحايا أخبرن مقدمي الخدمات الطبية أنهن تعرضن للاغتصاب من قبل ما يصل إلى خمسة من مقاتلي قوات الدعم السريع
تقول هيومن رايتس ووتش إن الضحايا أخبرن مقدمي الخدمات الطبية أنهن تعرضن للاغتصاب من قبل ما يصل إلى خمسة من مقاتلي قوات الدعم السريع. كما اختطفت قوات الدعم السريع أيضًا النساء والفتيات واحتجزتهن في المنازل والمرافق الأخرى التي احتلتها في الخرطوم وبحري وأم درمان، وعرضتهن للعنف الجنسي وغيره من الانتهاكات.
أردف التقرير: "في بعض الأحيان، اعتدى أفراد قوات الدعم السريع جنسيًا على النساء والفتيات أمام أفراد عائلاتهن. أجبرت قوات الدعم السريع أيضًا النساء والفتيات على الزواج".
وشدد التقرير على ضرورة تدخل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والعمل معًا لنشر بعثة جديدة لحماية المدنيين في السودان، بما في ذلك منع العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ودعم تقديم الخدمات الشاملة لجميع الضحايا، وتوثيق العنف الجنسي المرتبط بالنزاع. وطالب التقرير بمنح البعثة التفويض والقدرة على مراقبة عرقلة المساعدة الإنسانية وتسهيل الوصول إليها.