سردت نساء سودانيات تفاصيل العنف الجنسي المروِّع وجرائم الاغتصاب الشنيعة التي يتركبها منسوبو قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ حوالي عام ونصف العام. وشاركت النساء في تقرير نشر اليوم السبت 28 أيلول/سبتمبر 2024، تفاصيل مؤلمة عن المخاطر التي يواجهنها في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
سيدة سودانية: أين العالم؟ لماذا لا تساعدوننا؟
تسيطر قوات الدعم السريع على مناطق واسعة في وسط وغرب وجنوب البلاد، بما في ذلك أجزاء من العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وكردفان الكبرى وولاية الجزيرة وسنار. كشفت تقارير عديدة عن انتهاكات دامية قامت بها هذه القوات في مناطق سيطرتها بما يرقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وفوق ذلك جرائم العنف الجنسي والاغتصابات التي تصفها مبادرة نساء القرن الأفريقي بـ"الممنهجة".
وتساءلت إحدى السيدات اللائي استنطقتهن "بي بي سي" عن لماذا لا يساعدهن العالم في مواجهة هذه الجرائم المروّعة، قائلة إن "بعض الفتيات تجبرهن قوات الدعم السريع على الاستلقاء في الشوارع ليلًا. وإن عُدنَ متأخرات من السوق، تحتجزهن قوات الدعم لخمسة أو ستة أيام".
وألقت إحدى النساء اللاتي تحدثت إليهن بي بي سي باللوم على قوات الدعم السريع في اغتصابها. أوضحت هذه السيدة أن رجلين مسلحين اقتحما منزلها وحاولا اغتصاب ابنتيها، إحداهما تبلغ من العمر (17) عامًا والأخرى ذات (10) أعوام. وقالت: "طلبتُ من الفتاتين الوقوف خلفي، وقلت لقوات الدعم السريع: إذا كنتم تريدون اغتصاب أحد، فليكن أنا".
سيدة سودانية: "ضربوني وأمروني بخلع ملابسي. قبل أن أخلعها، طلبت من فتياتي المغادرة
أضافت: "ضربوني وأمروني بخلع ملابسي. قبل أن أخلعها، طلبت من فتياتي المغادرة. أخذوا الأطفال الآخرين وقفزوا فوق السياج. ثم استلقى أحد الرجال فوقي".
امرأة سودانية أخرى تحدثت لـ"بي بي سي" وهي تحمل توأمًا نتجا عن التعدي الشنيع الذي يقوم به منسوبو الدعم السريع على النساء السودانيات. قالت هذه المرأة إن إحدى جاراتها، وهي فتاة تبلغ من العمر (15) عامًا، حملت هي أيضًا بعد أن اغتصبها أربعة جنود من قوات الدعم السريع هي وأختها البالغة من العمر (17) عامًا.
تكشف تفاصيل هذه الحادثة: "الناس استيقظوا على صوت صراخهما، وخرجوا لتفقّد الأمر، لكنهم فوجئوا برجال مسلحين هددوهم بإطلاق الرصاص إذا لم يعودوا إلى منازلهم. وفي صباح اليوم التالي، وجدوا الفتاتين وقد بدت علامات الاعتداء على جسديهما، في حين حُبس شقيقهما الأكبر في إحدى الغرف".
منذ الأيام الأولى للحرب في السودان، كشفت قوات الدعم السريع عن وجهها القبيح بارتكاب انتهاكات واسعة ضد النساء والأطفال. هذه القوات لها تاريخ طويل مع مثل هذه الجرائم الشنيعة في إقليم دارفور من قبل اندلاع الحرب بينها والجيش السوداني، ومنذ ما قبل الثورة السودانية التي لقيت صنوف العذاب من المليشيات شبه العسكرية التي تقودها أسرة دقلو.
في تموز/يوليو الماضي قال تقرير للمبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي "صيحة"، (250) حالة اغتصاب وعنف جنسي على مستوى السودان، من بينها (75) حالة موثقة بولاية الجزيرة في الفترة من كانون الأول/ديسمبر 2023 حتى نيسان/أبريل 2024، جميعها بواسطة قوات الدعم السريع.
وقالت المسؤولة الإقليمية للمبادرة إن العنف الجنسي استخدم كسلاح ضد المدنيين بواسطة قوات الدعم السريع. تحدثت هذه القيادية النسوية السودانية عن حالات حمل غير مرغوب فيه لفتيات وسيدات في ولاية الجزيرة وثق بواسطة الأطباء.