22-مارس-2024
امرأة في شوارع الخرطوم

(Getty)

تزايدت التقارير عن استغلال الأطفال والفتيات في الحرب السودانية الدائرة منذ نيسان/أبريل 2023. وأعرب خبراء أمميون عن قلقهم جراء التقارير عن الإتجار بالأشخاص، وخاصة النساء والفتيات، لأغراض الاستغلال الجنسي والاستعباد الجنسي، وزواج الأطفال والزواج القسري، وتجنيد القُصر للمشاركة في العمليات الحربية.

خبراء أمميون: لقد أفزعتنا التقارير التي تفيد ببيع النساء والفتيات في أسواق الرقيق في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك في شمال دارفور

وقال الخبراء بحسب تعميم صحفي، اليوم الجمعة، إن إمكانية الحصول على الدعم للضحايا والناجين قد تدهورت منذ كانون الأول/ديسمبر 2023، بعد ثمانية أشهر من اندلاع الصراع بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية. وتفيد التقارير أن الشابات والفتيات، بما في ذلك المشردون داخليًا، يتم الإتجار بهم لأغراض الاسترقاق الجنسي وغيره من أشكال الاستغلال الجنسي.

وانتشرت العديد من التقارير عن اختطاف منسوبي الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها لنساء في السودان واستعبادهن، وقال تقرير لشبكة المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي "صيحة"، في 23 كانون الثاني/ديسمبر الماضي، إنه نُشرت أكثر من (104) حالة لاختفاء النساء والفتيات على وسائل التواصل الاجتماعيّ منذ اندلاع الحرب. وأوضح: "تحّصلنا كذلك على تقارير مؤكدة عن استعباد النساء والفتيات وإجبارهنّ على الطبخ وأداء المهام المنزليّة لجنود قوّات الدعم السريع في الخرطوم، كما ظهرت تقارير مماثلة مؤخرًا في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة". 

وقال الخبراء الأمميون في التعميم الصحفي: "لقد أفزعتنا التقارير التي تفيد ببيع النساء والفتيات في أسواق الرقيق في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك في شمال دارفور".

وأعرب الخبراء أيضًا عن قلقهم إزاء تزايد حالات زواج الأطفال والزواج المبكر والزواج القسري، نتيجة للانفصال الأسري، والعنف القائم على نوع الجنس، بما في ذلك الاغتصاب والحمل غير المرغوب فيه.

وقال الخبراء: "على الرغم من التحذيرات السابقة لكل من السلطات السودانية وممثلي قوات الدعم السريع، ما زلنا نتلقى تقارير عن تجنيد الأطفال للمشاركة بنشاط في الأعمال العدائية، بما في ذلك من دولة مجاورة".

وأضافوا: "إن تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة لأي شكل من أشكال الاستغلال -بما في ذلك في الأدوار القتالية- يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وجريمة خطيرة، وانتهاكًا للقانون الإنساني الدولي".

وتكون فريق الخبراء الأممي من المقررة الخاصة المعنية بالإتجار بالأشخاص، وخاصة النساء والأطفال، سيوبهان مولالي، وتومويا أوبوكاتا، المقرر الخاص المعني بأشكال الرق المعاصرة، بما في ذلك أسبابها وعواقبها، وفاطمة سنغاتيه، المقررة الخاصة المعنية ببيع الأطفال واستغلالهم الجنسي والاعتداء عليهم جنسيًا، وأشويني ك.ب.، المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، وباولا جافيريا بيتانكور، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخليًا. وبحسب التعميم الصحفي، فقد كان الخبراء على اتصال بكل من قوات الدعم السريع والسلطات السودانية.

وتسببت الحرب في السودان في أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يعلق الملايين وسط الاشتباكات الدائرة منذ ما يقرب من عام، في ظل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

وبلغ عدد النازحين واللاجئين الفارين من الاقتتال بين الجيش والدعم السريع في السودان، (8.4) مليون شخص، وذلك وفق آخر تحديث من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقالت المفوضية إن (6.5) مليون نسمة نزحوا داخليًا في السودان، بينما عبر (1.7) مليون الحدود إلى دول الجوار. وتمثل النساء (52) بالمائة من أعداد اللاجئين، فيما يمثل الرجال (48) بالمائة، وتقدر نسبة الأطفال بحوالي (55) بالمائة.