16-نوفمبر-2023
جندي من الجيش السوداني

جندي من الجيش السوداني - أرشيفية (Getty)

قال جنود سودانيون انسحبوا خلال هجوم من الدعم السريع على "أردمتا" في ولاية غرب دارفور غربي السودان إلى تشاد لموقع "ميدل إيست آي" إن القادة العسكريين تخلوا عنهم وتركوهم دون إمدادات ودعم.

قال جندي سوداني انسحب من قاعدته العسرية بالجنينة إلى تشاد لموقع "ميدل إيست آي": "لقد كان الأمر مريرًا للغاية، شعرنا بأنه لم تتح لنا الفرصة للقتال وحماية شعبنا"

وانسحب جنود الحامية العسكرية في الجنينة –الفرقة (15) مشاة– في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في أعقاب هجمات متتالية من الدعم السريع على مقر القيادة العسكرية للفرقة. ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن ناشطين وشهود قولهم إن "ما لا يقل عن (1,300) شخص قُتلوا على يد الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها".

وقال أربعة جنود ينتمون إلى القوات المسلحة السودانية إن قوات الدعم السريع "المجهزة تجهيزًا أفضل" تغلبت عليهم، وأجبروا على الانسحاب من حامية الفرقة (15) مشاة في "أردمتا" إلى تشاد. وأوضحوا أن قاعدتهم تعرضت لهجوم بالمدفعية وغارات بطائرات من دون طيار.

وقال صلاح محمد عبدالرحمن، وهو جندي انسحب من الحامية العسكرية بالجنينة، لموقع "ميدل إيست آي" من تشاد: "لم يكن هناك تكافؤ بين قدرات فرقتنا والمهاجمين الذين واصلوا ضربنا بطائرات من دون طيار". وأضاف: "لقد نفدت الأسلحة والذخائر وحتى الإمدادات". "ومن المؤسف أن أقول إن قادة الجيش تركونا من دون مؤن أو ذخائر لمدة طويلة" – أردف صلاح.

https://t.me/ultrasudan

وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، بدأ الهجوم على "أردمتا" التي كان يدافع عنها جنود في الحامية إلى جانب أفراد من قبيلة "المساليت" الذين حملوا السلاح لحماية أحيائهم، في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تمكنت قوات الدعم السريع من الاستيلاء على القواعد العسكرية للجيش في نيالا (جنوب دارفور) وزالنجي (وسط دارفور)، مما ترك أغلب إقليم دارفور في أيدي الدعم السريع.

وقال الجندي السوداني صلاح محمد عبدالرحمن لموقع "ميدل إيست آي": "لقد كان من الواضح أن فرقتنا في حاجة إلى تعزيزات بعد سقوط فرقتي زالنجي ونيالا في أيدي قوات الدعم السريع".

ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن جندي آخر –فضل عدم الكشف عن هويته– قوله: "ليس سرًا كبيرًا أن الفرق في دارفور كانت تقاتل دون مساعدة من القيادة المركزية". وأضاف: "انسحبنا إلى تشاد واستسلمنا وسلمنا أسلحتنا إلى الجيش التشادي على الحدود". "لقد كان الأمر مريرًا للغاية، شعرنا بأنه لم تتح لنا الفرصة للقتال وحماية شعبنا" – زاد الجندي بحسب موقع "ميدل إيست آي".

وقال جندي ثالث لموقع "ميدل إيست آي" إنه "يتأسف بشدة" على عدم قدرته على حماية المدنيين في "أردمتا"، بما في ذلك المئات الذين طلبوا الحماية من الحامية العسكرية.

وقال موقع "ميدل إيست آي" إنه طلب من القوات المسلحة السودانية التعليق ولم يجد ردًا. كما لم تستجب قوات الدعم السريع لطلبات التعليق على المزاعم بأن قواتها وحلفاءها مسؤولون عن الانتهاكات في "أردمتا"، بما في ذلك القتل الجماعي والاعتداء الجنسي ونهب وتدمير ممتلكات المدنيين – بحسب الموقع.

وذكر موقع "ميدل إيست آي" أنه راجع مقاطع فيديو يُزعم أنها تُظهر "عشرات الجنود والمقاتلين المساليت الذين تحتجزهم قوات الدعم السريع في منطقة مفتوحة على مشارف أردمتا".

أسرى لدى الدعم السريع
صور يُزعم أنها تُظهر أسرى لدى المليشيات العربية المتحالفة مع الدعم السريع في غرب دارفور

ونقل "سودان وور مونيتور" عن مصادر أن عناصر الجيش السوداني الذين غادروا الجنينة وصلوا إلى حامية الجيش بمنطقة "كلبس" التي كانت قد انضمت إليها قوات الجيش المنسحبة من منطقتي "سربا" و"صليعة". ومن ثم تحركت جميع هذه القوات إلى منطقة "كيراي" داخل الأراضي التشادية حيث استقبلتهم القوات التشادية. وتقدر مركبات الجيش المنسحبة إلى تشاد بنحو (60) مركبة – بحسب الموقع.

وقال شهود وناشطون لموقع "ميدل إيست آي" إن الصراع بين الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية "اتخذ بوضوح بعدًا عرقيًا في أردمتا". ودعم رجال المليشيات العربية قوات الدعم السريع، وكانوا مسؤولين عن العديد من "أسوأ الانتهاكات"، بحسب الموقع نقلًا عن شهود عيان.