ردت الحركة الشعبية لتحرير السودان، جناح عبدالعزيز الحلو، على فحوى المؤتمر الصحفي لوزير الدفاع السوداني عقب فشل المفاوضات لتوصيل المساعدات الإنسانية مع الحكومة السودانية القائمة في مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد.
وكان وزير الدفاع السوداني الذي قاد الوفد المفاوض قد قال وصف الحركة الشعبية بـ"التعنت" في المفاوضات، قائلًا إنها قد رفضت التوقيع على وثيقة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين المتأثرين بالحرب فى ولايات شمال وغرب كردفان والنيل الأزرق، معلنًا انهيار المفاوضات.
كان وزير الدفاع السوداني قد كشف في مؤتمر صحفي أسباب انهيار المفاوضات مع الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو، متهمًا إياها بـ"التعنت"
وأتى ذلك بالتزامن مع توقيع الحركة الشعبية لتحرير السودان على إعلان سياسي مع رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، في العاصمة الكينية نيروبي، تطرق ضمن عدد من المواضيع، إلى توصيل المساعدات الإنسانية.
وكشف الوزير السوداني عن إصرار الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو على إشراك الدعم السريع فى عملية التفاوض، وقال إن الحركة الشعبية تمسكت بإيصال المساعدات الإنسانية دون اتفاق مكتوب مع الحكومة، الأمر الذي وصفه الوزير بأنه يتعارض مع "موجبات العمل الإنسانى بضرورة تأمين مسارات محددة لتوصيل المساعدات فى المناطق التى بها صراعات"، كما أكد ما ذهبت إليه الحركة الشعبية باقتراح توقيع أحادي للأطراف مع الأمم المتحدة لمرور المساعدات.
الحركة الشعبية لتحرير السودان، وصفت حديث وزير الدفاع يس إبراهيم بـ"الأكاذيب". وقالت في بيان لها اليوم، اطلع عليه "الترا سودان"، إن وفد الحكومة السودانية التي وصفتها بـ"حكومة بورتسودان" أرسل عدة رسائل "سالبة مصحوبة بأكاذيب وروايات لم تحدث في جولة التفاوض"، وانتقدت أن وفد الحكومة مكون من وزير الدفاع وأربعة ضباط من جهاز المخابرات العامة، وذكرت أن مهمة هؤلاء لا يمكن تكون فقط إيصال المساعدات الإنسانية. وقالت إن الوفد الشعبي الذي رافق الوفد الحكومي هو عبارة عن "تمومة جرتق"، بحسب تعبيرها.
بيان الناطق الرسمي باسم وفد الحركة الشعبية جاتيقو أموجا دلمان، وصف مقترح الحكومة السودانية لإيصال المساعدات بأنه "عبارة عن جسر جوي" إلى رئاسة الجيش في كادوقلي وبابنوسة وأبو جبيهة، وذكرت أن بقية المقترح عبارة عن تدابير أمنية ولجان فنية عسكرية لإدارة القوات المشتركة التي ستقوم بحماية مطارات المدن المذكورة في المقترح.
متحدث وفد الحركة المسلحة أكد ما ذهب إليه وزير الدفاع بشأن مقترحاتها، وقال دلمان في بيانه اليوم، إنهم قدموا ثلاث مقترحات في التفاوض، وهي توصيل المساعدات بدون اتفاق مبرم، أو توقيع كل طرف منفردًا مع وكالات الأمم المتحدة بإشراف وساطة دولة جنوب السودان أو ضم كل الأطراف المتحاربة والتوقيع علي إعلان وقف عدائيات، معللة المقترح بأن لا يعرقل أي من الأطراف عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وتساءل الناطق باسم وفد الحركة الشعبية عن سر رفض الحكومة المقترحات، مستنكرًا ما قال إنه "اهتمام مفاجئ" من الحكومة بمناطق بعينها في ظل الحرب الحالية.
وجدد دلمان التأكيد على موقفهم المعلن في الحركة الشعبية بتوصيل المساعدات الإنسانية بإيصال المساعدات الإنسانية لكل مناطق السودان بواسطة وكالات الأمم المتحدة. كما جددت الحركة الشعبية الدعوة لتوقيع اتفاق لوقف العدائيات بين الأطراف المتصارعة في السودان.
يذكر أن وزير الدفاع السوداني كان قد قال في مؤتمره الصحفي إن انهيار المفاوضات نجم عن عدم إيفاء الحركة الشعبية بموجهات لجنة الوساطة، كما لم يقدم وفدها أي مسودة اتفاق. ووصفت الحكومة السودانية رد وفد الحركة الشعبية على مقترحها بأنه "إنشائي"، وقالت إنه لم يتضمن القضايا الجوهرية المتعلقة بإيصال المساعدات إلى المواطنين فى الولايات المعنية.